(رواية مسلسلة مهداة إلى أرواح شهداء الجيش والشرطة الأبرار)
فى ظلام الليل وقف أبو دجانة المقدسى زعيم جبل الحلال يتطلع للصحراء الممتدة والنجوم التى رصعت السماء ويتذكر طفولته المعذبة التى قادته لطريق الدم ..
ماتت أمه وتولت زوجة أبيه تربيته ..
كانت متوحشة ..
قاسية ..
سادية ..
وحولته لوحشٍ وقنبلة انفجرت فى وجه المجتمع !
وفجأة مع استعادته لذكراها أطلق صرخة مجنونة ..
صرخة اهتز لها الجبل .
حرفياً !
***
مصادرنا بتقول إن الإرهابيين بيجهزون لشوية ضربات قذرة .
تطلع المقدم مجدى بانتباه للواء كمال الذى أكمل:
- ودورنا إننا نجهز نفسنا ونحاول نكشف المخطط ومش كدا وبس؛ لأ ونحاول كمان التوصل لمكامنهم وأسماء المنتسبين ليهم .
رد المقدم مجدى :
- وليه منقتحمش (جبل الحلال) يا فندم؟
بدت ابتسامة اللواء كمال غامضة وهو يرد قائلاً :
- قريباً جداً ستسمع ما يسرك .
***
قرأ أبو جاسر الدليل ورقة الأوامر الجديدة ثم أحرقها بسرعة وجلس مفكراً كأنما يحمل جبلين على كتفيه ..
الأمور تتطور وتتهور والأيام تثبت أن كل من تعامل مع هؤلاء كانت نهايته لا تسر أبداً ..
ما العمل؟
وماذا تفعل؟
ألقى التساؤلات على نفسه وغرق فى بحرها حتى سمع صوت طرقاتٍ على بابه مع صوتٍ يعرفه جيداً فأسرع يفتح هاتفاً :
- عمى أبو مساعد يا أهلاً وسهلاً .
قابل الشيخ أبو مساعد بترحابٍ شديد ولم يكد الشيخ أبو مساعد يجلس حتى قال :
- كيفك يا ولدى؟
رد أبو جاسر :
- إبخير يا عمى .. نورتنى والله .
أسرع يحضر واجب الضيافة ولم يكد يستقر فى مكانه حتى بادره أبو مساعد بحزمٍ وحسم :
- إيش هذا اللى بنسمعه عنك يا ولدى .
حاول أبو جاسر التملص والتهرب ولكن وجهه المرتجف وعضلاته المرتعشة كانت تقول ما يكتمه ..
وبدا أنه لا مهرب من الإعتراف ..
لا مهرب ..
قط ...
(يتبع)