أحمد الغرباوى يكتب: خـــــوف !

اللهم..

اللهم إنى أبصرتها قطع ثلجية تلك الدموع.. تسوّر العين.. شوك وقيد..

أعاتب "الدمع" فيجيبنى : ماذنبى.. ؟ و"القلب" مريض بــ"العادة".. فِعل العادة.. يدقّ دون جدوى ..

فالأعضاء تسكن.. فى خمول تسـكن.. تتـــحرّك " اليد".. وتمــيل "الرأس" عَ الصدر.. لوحة أبله ! وأعاتب" القلب"..

يقول : ماذنبى..؟ سَل "العين" ماذا ترى..؟ و.. و..

وأحتار بين "العَين" و"القلب" وأغلق العينين.. وأنام.. فأريح "القلب" وأنســى "الدّمع" وأحلم.. أحلم..

وفى الحلم أخاف..! أخاف يلتحفنى التهيب.. و..

أرتعد من أن أحلم بزهرة عالقٌ بها شوكٌ.. مُلتصقٌ بلحمها..! وأنا.. أنا - وأعوذ به سبحانه من نفسى - مفطوم على أن فى البدء يكون الزهر..! فأيهما الزهر؟.. وأيهما الشوك ؟ أخاف ..

وأخاف ألا أقتنع بالحياة ديناً بغير الزُهد ..! وألا أقنع بها دنيا بغير الحُبّ.. ! أخاف ..

وأخاف من نفسى فى الحلم..؟ أخاف أن أتجمّد نهارا ً بلا ليل.. أتجمّد عجزا ً بلافعل.. بدون حراك.. صنم لايُعبد..! ويغدو الخوف قدرى.. ويحبل الغدّ بالجبن إنسانا ً.. إنسانا ..! وأطلّ من النافذة.. أبصر الفجر يخط صَفح "السما" بصُبح جديد.. يمسح الليل الكئيب.. و..

وأهمس لنجم السّحر: وماذنبى ..؟ وأخاف ..

أخاف من نفسى فى الحلم ..! أخاف من المجهول.. والحلم مجهول ..! ولكننى أحلم .. وأحلم .. أحلم أننى انسان.. عجز.. خوف.. حلم ..

اللهم إننى انسان ..؟ اللهم .. اللهم لست أدرى ؟ ******