يوسف إسحق يكتب: عظمة الأشياء الصغيرة

تقول الحكمة فى إحدى الروايات بسبب ضياع مسمار ضاعت الحدوة وبضياع الحدوة ضاع الحصان وبضياع الحصان ضاع الفارس ومن ثٓم لم تصل الرسالة، وخسروا الحرب .. وضاعت المملكة وأصبح المسئول عن الكارثة هو المسمار الذى لا يتعدى وزنه بضع جرامات، من هذا المنطلق تأتى أهمية الأشياء الصغيرة، وكيف اننا لابد أن نمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. إذا علِمنا أن أقل وأصغر الأشياء أغلاها وأثمنها، حِينَئِذٍ سنمنح الأشياء الصغيرة قيمة أكبر، وسيأتى ذلك من خلال إدراكنا لما يدور حولنا، حيث تزداد حصيلة الإنسان الثقافية من خلال تحليله وإدراكه كل موقف وحدث يمر به، حتى ولو بدا بسيطاً. إن ما يصيبك من أذى نفسى جراء تلف شىء صغير، ترتب عليه كارثة أو شبه كارثة، ليس سوى أنك نظرت لذلك الشىء بنظرة استخفاف، فانقلب عليك وأصابتك لعنته ليأخذ ثأره منك، لتتهم نفسك بعدها بالحماقة، لأنك لم تعيره الاهتمام الكافى، لتتعلم الدرس، أنا أؤمن أن من لا يُعاقب لا يتعلم !!! ومن اختبر الخطأ، فهو قادر على النُصح الشىء الصغير، هى درجة تفصل بين التفوق ودرجة النجاح العادية، وأيضاً درجة تفصل بين النجاح والرسوب هى المسافة الصغيرة بين الاتزان والسقوط، هى الحياة بجرعة شافية واُخرى قاتلة تزيد "قليلاً" قد تودى بحياة مريض، هو الوزن الضئيل الذى يجعل الميزان بالقِسط ويشهد له العدل أو ميزانٌ ظالم بٓخس. من أولويات علم إدارة المخاطر " Risk management " تسليط الضوء على الأشياء الصغيرة قبل الكبيرة، إنه لجهد مضنٍ، مثل رامٍ يود قنص هدف صغير، فكلما صغر الهدف كان الجهد أكبر، فالحياة أيضا تستحق الإدارة لأنها تعتريها بين الحين والآخر مخاطر شتى !! هل تعاطفت من قبل مع عٓداء فى بعض الأولمبياد، وودت أن يحصل ذلك اللاعب على المركز الأول ولاسيما إن كان مصريا وحال هذا الجزء من الثانية دون أن يحقق حلمه، ورغبتك أنت فى فوزه حُبا لبلدك، وتبدلت قلادته من قلادة ذهبية تُضاف لرصيده ورصيد بلاده إلى قلادة أخرى وترتيب متأخر، تلك هى الثانية أو الجزء من الثانية الأغلى بين دقائق عقارب الساعة، كم تساوى إذا تلك الثانية أو الجزء منها ؟؟! كم من كلمة أفسدت عبارة وكم من عبارة أفسدت علاقة كم من مجد جاء بفكرة وكم من مجد زال بنزوة وكم من جمال استقام بلمسة يا لعظم تلك الأشياء الصغيرة المتواضعة والتى تبدو متوارية عن الأنظار، يحق لنا أن ندعوها عظيمة، فهى مفتاح كل نجاح وهى تتمة وكمال كل شىء .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;