أيام، أو شهور معدودة، وينتهى كابوس داعش .. وتزول الغمة التى أصابت دولة سوريا.. وهدمت مدنا بأكملها وساوتها بالأرض.. وتعود سوريا دولة عربية.. ولكنها ستعود دولة مجروحة ومحطمة... ولا يعنينى الوضع السياسى الذى سيكون وقتها.. ولكن يهمنا الشعب السورى الذى عانى من ويلات الحرب الكثير.. وأجبر على ترك بلده بحثا عن الأمان... وهذا الوضع يشبه ما كانت عليه دول أوروبية بعد الحرب العالمية الثانية..
إعمار سوريا لن يكون إلا بيد دولة لا تطمع ولا تهدف إلى احتلال أو لها أطماع سياسية أو اقتصادية.. والدولة الوحيدة القادرة على هذا الإعمار هى مصر... والأسباب والمبررات كثيرة.. وهى الأقرب إلى الشعب السورى من أى دولة أخرى.. وإلا لما هاجر السوريون إليها وأقاموا بها؟.. ورحب بهم الشعب المصرى حبا لا طمعا..
مصر تملك الكثير من أساليب الإعمار والإنشاء، ولديها الأيدى العاملة المطلوبة بالكم والكيف.. والتحرك السياسى لهذا المقترح مطلوب.. تجربة الوحدة العربية بين مصر وسوريا مازالت عالقة فى الأذهان وفى وجدان الشعبين.. وفى تلك الحقبة التاريخية التى تعيشها مصر الآن فى ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السياسى تذكرنا بالزعيم جمال عبد الناصر وبذكرى احتفاء الشعبين بالوحدة فى ذلك الوقت.. وها نحن نستعيد لحظات فرحة عربية يوم كانت تتردد أغانى الوحدة من الموسكى لسوق الحامدية بأيدينا يمكن استرجاع تاريخ وحلم.. ولن يكلفنا شىء أن نبدأ.