تقتحم الروايات العربية الشاشات التليفزيوينة لعام 2017 بقوة، وتأتى فى مقدمتها رواية "واحة الغروب" للكاتب الكبير بهاء طاهر الحاصلة على الجائزة العالمية للرواية العربية 2008 .
يعود بهاء طاهر فى روايته (النص) «واحة الغروب» والتى لاقت نجاحا جماهيريا واستحسانا نقديا كبيرا، إلى نهايات القرن التاسع عشر، وبداية الاحتلال البريطانى لمصر. حيث يُرسل ضابط البوليس المصرى محمود عبد الظاهر، والذى كان يعيش حياة لاهية بين الحانات وبنات الليل، إلى واحة سيوة لشك السلطات فى تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغانى وأحمد عرابى، فيصطحب زوجته الأيرلندية «كاثرين» الشغوفة بالآثار، والتى تبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، لينغمسا فى عالم جديد شديد الثراء والخصوصية يجبرهما وأهل الواحة على مواجهة أنفسهم فى زمن اختلطت فيه الانتهازية والخيانة والرغبة بالحب والبطولة .
تعكس أحداث الرواية أيضا مزجا إبداعيا بين الماضى والحاضر والخيال والموضوعى والتاريخ والواقع، يعبر عن هموم الوطن كما يقدم تجربة العلاقة بين الشرق والغرب على المستويين الإنسانى والحضارى بما فيها من صراع وتوافق .
والرواية خلال القراءة تنتقل بكل سلاسة ويسر إلى عقل وخيال وروح القارئ مباشرة بلا وسيط، فيكون تأثيرها أعمق وأقوى على النفس لما فى الكلام من سحر وقدرة على التأثير.
مسلسل "واحة الغروب" يشارك فى بطولته بجانب خالد النبوى ومنة شلبى كل من سيد رجب وأحمد كمال وسلوى محمد على وناهد رشدى ورجاء حسين، والأردنية راكين سعد واللبنانية كارول الحاج، بالإضافة إلى الفنانين الشابين أحمد مجدى وخالد كمال وغيرهما، سيناريو وحوار مريم ناعوم وهالة الزغندى، وإنتاج جمال العدل، منتج فنى أحمد فاروق، وإخراج كاملة أبو ذكرى.
وواحة الغروب عمل إبداعى نصى يقوم على الخيال والوصف والحوار، بينما العمل الدرامى إبداع يعتمد على الصورة والسيناريو والتصوير والمونتاج، بالإضافة إلى الاستفادة من الأدوات التقنية .
والمخرجة كاملة أبو ذكرى بذلت جهودا كبيرة فى الحذف والإضافة وحسن التصرف، ولا ننسى أن كثيرا من القصص التاريخية والدينية تناولها مخرجون بارعون وحولوها إلى أعمال تليفزيونية رائعة ومؤثرة، حين أعادوا صياغتها وأضافوا إليها متطلبات الدراما من التشويق والإثارة وحبكة العقدة والحل وجوانب الصراع، وما لم يتم مثل هذه الجهود سيصبح العمل الدرامى باردا كبرودته على الورق، وتقل حيويته أمام العين، ولابد من الإشارة إلى أن عملية التحويل هذه ليست امرا سهلا، وإنما تتطلب شروطا بالغة التعقيد، يفطن إليها المخرجون البارعون لا أى مخرج عادى.