( رواية مسلسلة مهداة إلى أرواح شهداء الجيش والشرطة الأبرار )
تطلع النقيب محمد للمدينة الرابضة أمامه على امتداد البصر .
كانت الأحلام تملأه كشابٍ فى العشرينات وتخيل أسرته المستقبلية ..
زوجة .. وأطفال .. وبيت ..
أفاق من أفكاره على صوت أحد المساعدين :
- اللواء كمال عايزك ع التليفون يا فندم .
أسرع يلبى النداء ويضع السماعة على أذنه :
- أيوة يا محمد .. بص .. الفترة القادمة شكلها متجهة لمزيد من التصعيد .. هنكثف الدوريات والتأمين .
شرع اللواء كمال يشرح له وفى النهاية وضع سماعة الهاتف وهو يشعر بانقباضٍ فى صدره ..
انقباضٍ غريب !
***
وهنصبر على هاى الحال لمتى؟
هتف بها أحدهم بلهجة سيناوية خالصة .
فأجاب ثانى :
- أى نعم لمتى هاى الحال؟
ورد ثالث :
- واجب نتخذ خطوة يا رجال .
كان اجتماعاً لعددٍ من وجوه العريش وما جاورها فى مضيفة من مضايفها .
وأكمل أول المتكلمين:
- لازم نتخذ خطوات فعالة فى التصدى لهاى الفكر .
رد أحدهم بوَجَل :
- لكن هذولا ما بيرحموش يا بو عامر .
أجاب أبو عامر :
- ما بالعنف هنواجه أفكارهم بل بالحكمة والموعظة الحسنة .
فليقم كل واحدٍ منكم بأمرِ أهله؛ وسأبدأ بنفسى .
وتصايحت القاعة :
على بركة الله .. على بركة الله
***
أسرع هاتف المقدم مجدى بالرنين فوضعه على أذنه ليستمع لمحدثه .
وكان ما سمعه أخطر ما يكون ...
كان ذلك الصوت المجهول الذى سمعه فى موقع سقوط الشريحة بالعريش .
شدد قبضته على الهاتف وصرخ:
- من أنت ؟
رد الصوت المجهول بسخريته اللاذعة :
- لا يهم من أنا .
صرخ مجدى ثانيةً فيه :
- ماذا تريد؟
أجاب الصوت المجهول :
- سلامتك .
ثم أردف :
- لابد أنك فى بيتك الآن !
تلفت مجدى حوله فى توتر وكأنه يتوقع حدوث شىءٍ ما على الرغم من كونه فى شقته ثم أغلق المكالمة فجأة وهتف بزوجته وطفليه أن يتبعوه .
فتح باب الشقة مسرعاً وجذبهم باتجاه سلالم الدور العلوى فيما تصاعدت أصوات أقدام تصعد السلالم التحتية فى قوة وسرعة ومهارة ..
وكان ما توقعه مجدى صحيحاً ..
وخطيراً ..
وإلى أقصى حد ...
(يتبع).