محمد عبد المجيد على يكتب: زايد الخير.. الحاضر دائماً

تتوالى الأيام وتتعاقب السنون، ومكانته راسخة فى قلوب ووجدان شعب الإمارات والبشرية قاطبة، فأينما نحلّ أو نرتحل، وكل شبر من أرض الإمارات يحمل بصمات المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأب والقائد البانى، الإنسان ورجل الدولة الحكيم صاحب الرؤية الثاقبة، وحامل فكر وضاء قلما يجود به الزمان. تمر علينا هذا العام ذكرى وفاة الشيخ زايد "19 رمضان" ونحن أحوج إلى قيمه وحكمته، الوطن الذى أحبه زايد لا يزال وفياً له ولا يزال زايد حياً فى ذاكرته، وسوف يظل زايد رمزاً يمثل قيم الإمارات المنبثقة من الخير والراغبة فى السلام والتعايش مع الآخر. تزورنا ذكرى زايد هذا العام لترسخ لنا قيم الإمارات المتمثلة فى الخير والعطاء والتسامح والسلام والانفتاح على العالم والتعايش مع الآخرين بحب وتعاون، وعلى مدى 35 عاما كان زايد داعيا للخير ومثالاً للحكمة فى عالم قلق وغير مستقر وداعياً للوسطية فى عالم ينحو منحى التكتلات السياسية. لم تكن فترة حكم زايد بن سلطان كفترة حكم زايد بن خليفة الأول من ناحية المتغيرات المادية، فقد حدثت متغيرات كثيرة فى عهد زايد الثانى أدخل أبو ظبى إلى نادى منتجى النفط الأمر الذى حول الإمارة إلى منطقة حركة دءوبة وتنمية مجتمعية شاملة. شدت حينذاك أبو ظبى أنظار العالم، ليس فقط بسبب حركتها المستمرة وبروزها كأحد أهم منتجى النفط فى العالم، بل بسبب سياسة زايد النشطة وحكمته فى التعامل مع ملفات شائكة ومقلقة كثيرة من حوله. كان زايد قائداً محبوباً على مستوى العالم، يتمتع بحس العدالة وحب الخير وحقن الدماء، الأمر الذى انعكس جلياً على سياسة الإمارات الخارجية، فكما تروى لنا الوقائع التاريخية فقد سعى زايد إلى إحلال السلم وحل الخلافات بين دول العالم ساعياً إلى تجنيب تلك الدول ويلات الحروب ومزيداً من إراقة الدماء، وهذه الحقيقة كانت واضحة فى تعامله مع قادة عالميين سعى زايد إلى تجنيب بلدانهم ويلات الحروب كباكستان فى عهد ذى الفقار على بوتو أو العراق فى عهد صدام. كان الخير فى معية زايد أينما حل، فداخلياً امتدت يدا زايد بالخير إلى الإمارات الأخرى، فدارت عجلة التنمية توفر تعليماً وصحة ومسكناً لذوى الدخل المحدود والأكثر من ذلك توفر أملاً جديداً بمستقبل أكثر إشراقاً. خارجياً امتدت يدا زايد بالمساعدة إلى كل محتاج وملهوف ومظلوم، وأصبح الخير صناعة تمرس فيها زايد حتى باتت الإمارات تحظى باحترام العالم أجمع، فقد امتدت يدا زايد إلى معظم بقاع العالم وشملت القارات الخمس، وحظيت أفريقيا بالتحديد بمكانة خاصة فى قلب زايد، فموجات الجفاف والفقر التى تضرب مناطقها وتخلف وراءها ملايين من الجوعى والمرضى، كانت تثير الهواجس عند زايد وتدفعه إلى بذل المزيد من الجهد لمساعدة شعوب القارة السمراء. ومما يثير الإعجاب والاحترام أن دولة الإمارات، منذ تأسيسها لبرامجها الإغاثية لمساعدة الشعوب الأقل حظاً، لم تربط بين تلك المساعدات الإنسانية وأى مصالح أو اشتراطات سياسية أو عقدية بل كانت إنسانية خالصة لمصلحة الإنسان مهما كان لونه أو دينه أو معتقدة، وهكذا حظى زايد باحترام الداخل والخارج. نسج الشيخ زايد علاقات جيدة مع معظم دول العالم واعتبر ذلك استثماراً للمستقبل يعود بالفائدة على الدولة وعلى المجتمع الإنسانى بأسره، وبالفعل فإن سياسة زايد تلك أفرزت احتراماً عالمياً كبيراً لدولة الإمارات ولزايد كقائد عالمى ملهم. اسم الإمارات عالمياً ارتبط بفعل الخير غير المرتبط بمصلحة أو غاية، كان زايد رجلاً مؤمناً بقيم السلام والتعايش السلمى، ولهذا كان يعمل من أجل إحلال السلام وتهدئة الأوضاع المتوترة وإيجاد حلول لمهددات السلم العالمى، وكان أكثر ما يشعره بالألم هو الظلم والغبن الذى يلحق بضعاف البشر على اختلاف ألوانهم وطوائفهم، فكان يعمل لإزالة ذلك الظلم سواء عن طريق حل الخلافات سلمياً أو المشاركة بقوات الردع كما حدث فى البوسنة وغيرها. لقد خلف لنا زايد إرثاً فى عمل الخير نستذكره فى كل عام.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;