لبس الفأر قناع أسد ووقف يزأر وكأنه أسد.. عرفه الجميع أنه الفأر فصوته ليس كالأسد وحجمه ليس كحجم الأسد والقناع هو نوع من الخديعة الهزيلة التى لا يقبلها أحد.. هذا هو الفأر بغروره وسعيه نحو الظهور بمظهر غير مظهره.. يا له من مخادع نفاق فهذا الفأر الضعيف الصغير يستخدم كل الحيل لكى يسير فى خطى الأقوياء.
حدث هذا بالفعل على أرض الواقع.. دويلة صغيرة قد تراها وكأنها بقعة صغيرة على الخريطة ليس لها أى جذور تاريخية تدلنا على قوتها، وبماذا نوصفها؟.. إنها كالابن الضال الذى ترك أبوه وذهب بعيداً ونتيجة لهذا استغله الآخرون وأصبح لديه أصدقاء ولكنهم أصدقاء منفعة يأخذون منه ولا يعطوه شيئاً .. يستغلونه فى ضرب أخوته وتمزيق بيوتهم وزرع الشقاق بينهم ... هذه هى قطر.
قطر دويلة صغيرة حباها الله بحقول البترول التى تدر عليهم أموالا لا حصر لها .. ليس لها مكانة فى الوسط المجتمعى العالمى وليس لها ظهور فعلى على الساحة السياسية، وليس لها دور خليجى واضح مميز ... قطر مرت بأكثر من انقلاب (تقريباً اربعة منذ عام 1972) ومعظمها كان انقلاب الابن على الأب طمعاً فى السلطة، وكانت النتيجة نفى الأب خارج البلاد وتربع الابن على السلطة ... اذاً ماذا ننتظر من حاكم قطر؟ لقد انقلب على والده، فمن السهل جداً انقلابه على إخوانه العرب والتحالف مع الأجنبى.
نحن لا نتكلم عن شعب قطر، فالشعب برىء من كل هذا.. ولكننا نتكلم عن الحكومة أو السلطة الفعلية لقطر.. أرادت قطر أن يكون لها ظهور على الساحة ولم يكن هذا الظهور سياسياً بل كان الأكثر هو الظهور الإعلامى من خلال قناة الجزيرة باللغة العربية والإنجليزية والتى تصرف عليها قطر أموال طائلة.. واستمرت فى بث هجوم واضح على مصر وبعض الدول العربية حتى أنها خصصت قناة وجعلت اسمها ( مباشر مصر)، وكأن العالم كله لا يوجد به إلا مصر التى لا تنام عنها الكاميرات والمراسلين الصحفيين.. وفتحت الجزيرة استوديوهاتها للخونة والمنافقين.. وفعلاً اصبحت قناة الجزيرة لها ثقل إعلامى فى وقت ما، وكان الجميع ينتظر الخبر السريع من خلالها ومرت الأيام وبدأ الانحياز والنفاق والكذب، فنفر منها الكثير وقل عدد المتابعين لها .. هذه هى إحدى طرق الظهور.
أما الطريقة الثانية التى اتبعتها قطر للظهور: هى تمويل ودعم الإرهاب وفتح أبوابها لكل الخونة الهاربين من بلادهم.. وبقيت على هذا الحال سنين وتم النصح من كثير من الحكام العرب لقطر ولكنها بدت كالطفل العنيد الذى لا يستمع إلا للأعداء.. وعندما فاض الكيل تمت المقاطعة وقطع العلاقات ثم الحصار الجوى والبحرى والأرضى، وهذا له تأثيره الكبير على المجتمع القطرى.. فهل ستصمد قطر أمام هذه المقاطعة؟ أم ستستمع إلى التدخلات الحكيمة لبعض الحكام مثل أمير الكويت وتعلن التزامها أمام الجميع وتتوقف فوراً عن ممارساتها الحمقاء ومساندتها للتنظيمات الإرهابية.. وماذا إذا لم تنصاع قطر وتلتزم بعدم مساندة الإرهاب؟ وتطالب المساندة من الدول الأجنبية، مثل تركيا وإيران .. وهذا ما حدث بالفعل، أرسلت إيران قوة من الحرس الجمهورى لحماية الشيخ تميم ووصلت قوات تركية أيضا إلى قطر .
السؤال هنا .. هل ستصمد قطر على هذا الحصار من الدول الأربع، وكم من الوقت ستصمد؟ وإن حدث هذا هل سيرضى الشعب القطرى على ما يحدث من عناد حاكم.