فلتسمحوا لى يا قرائى أن أوجه مقالى هذه المرة لكل رجل مازال يعتقد أنه "سى السيد"، بمعنى أنه يفكر بطريقته ويتصرف نفس تصرفاته، بمعنى أنه يريد فقط أن يجلس ويأمر ويريد من يخدمه، وبالطبع لن يجد أمامه سوى زوجته المطحونة، خاصة لو كانت امرأة عاملة وتنزل من الصباح الباكر تسعى لقوت أولادها فتكون ما بين ذلك وبين البيت والأولاد وشئونهما، وعلى الزوجة المسكينة أن تطيعه وهى صامتة ليس لها أى حق فى أنها تعترض أو تتكلم.
ولكن أقول له لا وألف لا يا أيها الرجل، نحن أصبحنا فى عام 2017 وفى عصر التكنولوجيا والإنترنت والعالم كله أصبح قرية صغيرة... فقد انتهى هذا العصر منذ زمن بعيد، وأصبحت المرأة تساوى الرجل فى كافة الحقوق... مع العلم أن المرأة بطبيعتها كائن رقيق حساس تحتاج إلى المعاملة الحسنة والكلمة الطيبة واللمسة الحنونة التى تشعرها بأنوثتها... ولكن إذا حاولت أيها الرجل أن تجرح أحاسيسها ومشاعرها فلن تجد سوى مخالبها التى ستخنقك.
فالحياة مشاركة بينك وبينها فى كل شىء حتى الأولاد فأنتم شركاء فيهم ولابد أن تحمل معها مسئولياتهم ولا تتركها تتحمل كل النفقات والأعباء وحدها، ولا تجعل الحال يصل بها إلى أن تكره حياتها.... فتنازل أيها الرجل عن التعالى والغرور وتعاون معها حتى تسير مركب الحياة دون عناء وتعب.