الفضاء الرقمى كالسيارة، لا يمكن التحكم فيه بلا براعة ومهارة فى وقت تؤثر فيه وسائل التقنية الحديثة والرقمنة على الأفراد والمجتمعات، بل أنها تؤثر فى مجرى تطور البشر، فهناك علاقة سببية بين التعرض لوسائل الإعلام الرقمى والسلوك البشرى، وتتعدد مجالات تأثير العالم الافتراضى ما بين تغيير الموقف وتشكيل المعرفة وتحويل القيم عبر التنشئة الاجتماعية ثم الوصول إلى تغيير السلوك، كل ذلك يدعونا لطرح تساؤلات حول كيفية التعاطى الفعال مع وسائل الاتصال الرقمية، وهل نحمى أنفسنا من مخاطر التواصل الاجتماعى! وكيفية الإفادة منها؟.
التقنية الرقمية تغير مجرى حياتنا إيجابا أو سلبًا، حسب طريقة الاستخدام، قرأت كتابًا مترجمًا عنوانه "مصيدة التشتت .. كيف نركز فى فوضى العالم الرقمى" لفرانسيس بووث استخرجت منه مقتطفات مهمة وحلولا عملية أبسطها بتصرف شديد هنا.
أعتقد أن أكثرها يعيش فى دوامة المشتقات الرقمية ونشعر بأننا تحت الطلب دوما ولا نجد وقتا لأنفسنا، وأنا شخصيا أتعمد ترك الهاتف عند الخروج من العمل لأستمتع بلحظات الهدوء والتركيز والعلاقة، تخيلوا أن نحو 70% من الناس يشعرون بالقلق عندما لا يكونون متصلين بالإنترنت.
عندنا نسمع صوت رسالة نصية يجذبنى فعليا الهاتف عما كنا نفعله ونتطلع على الرسالة، فى السابق تعود الإنسان الاستيقاظ على أصوات العصافير أما الآن يستيقظ على رسائل التنبيه .
يعرف كثير من الناس أن هناك مهارات فقدناها بسبب هذا التشتت الرقمى كالقراءة والعزلة والنوم فى هدوء والاستماع والعلاقات، فالناس قل تواصلهم بالهاتف، وأصبحوا يتواصلون عن طريق الرسائل النصية، نعم تغيرت العلاقات بشكل كبير فى عصر الفضاء الرقمى وأصبحنا نتواصل وجها لوجه بشكل أقل من الأسف الشديد، ختاما قوة الإرادة والعزيمة هى أفضل طريقة للتعامل مع هذا التشتت الرقمى، فإذا عرفنا كيف نستفيد من الوسائل الحديثة بأسلوب حضارى إيجابى سنكون أكثر إنتاجا وتواصلا وأقل توترا فى الحياة وأقل تشتيتا.