ما حدث يوم الثلاثاء الماضى بجلسة البرلمان لمناقشة اتفاقية تعيين الحدود مع السعودية الشقيقة من بعض ممثلى الشعب أمر محزن ومخزى فى نفس الوقت، فقد كان هناك فريقان، فريق (مع) وفريق (ضد)، وفى بادئ الأمر بدا أن (فريق مع) أكثر عقلانية وأرجح تفكيرا وأملك للدليل من فريق ضد، ولكن شيئا فشيئا ظهر أن معظم فريق الضد وبعضا من الفريق المؤيد قد فقدوا أعصابهم فبدا منهم أسوأ ما كانوا يبطنون، واتضح لكل مشاهد أن ما بداخل الملابس الفخمة والألقاب الرنانة ما هو إثبات لصحة المثل المصرى الحكيم "من بره الله الله ومن جوه يعلم الله"، بعد أن تحولت القاعة لسوق خضار، وأصبح النواب تجارا متشاكسين، وما لهذا انتخبكم الشعب.
لقد انتخبكم الشعب ياسادة لتكونوا لسان حاله فى التعبير عن آماله وعينه التى تراقب السلطة التنفيذية فيما يعود على مصر كوطن بالخير العميم والتقدم العظيم لا لتتنابزوا بالألقاب ويغتاب بعضكم بعضا، لتحققوا مكاسب فردية وبطولات وهمية لن تستقر كثيرا فى ذاكرة التاريخ ألا فلتعلموا جميعا (إن كنتم لا تعلمون)، أن الحق أبلج وأن الباطل لجلج، وعلو أصواتكم بالشتائم والبذاءات، إنما هو إثبات أن معسكر الضد على ضلال، لأن الحق صوته خفيض مع الحجة والدليل والباطل صوته عال مع اللجاجة وغياب الدليل، ثم هل أنتم بأكثر وطنية من رئيس الجمهورية والحكومة و العلماء الجغرافيين، ومن كل المؤيدين؟؟، لا والله وأكاد أجزم أن معظمكم لو سئل من ثلاث سنوات عن مدى علمه بجزيرتين اسمهما تيران وصنافير ومكان تواجدهما لأجابوا جميعا أنهم لا يعرفون أو لربما قالوا إنهما جزيرتان فى البحر الكاريبى ؟؟.
أيها السادة النواب نرجوكم نقطة نظام وتحمل للمسئولية، فأنتم تمثلون شعبا علم البشرية فى الماضى الذوق والتهذيب، وننتظر منكم أن تصبحوا قدوة له أدب الحوار واحترام الآخر وإن لم يعجبنا رأيه !!