جلست طويلا على "دكة الاحتياط" فلم تُتح لى من قبل فرصة للمشاركة فى المباريات الجارية حامية الوطيس .
وقد سعيت كثيرا لإثبات مهارتى وإقناع المدرب بأهمية مشاركتى، لكنه كان يصمّ أذنيه ويتعلل بحجج ومبررات لم أملك سوى الإذعان لها .
حتى يوم وقد أوشكت مباراة هامة على الانتهاء واحتسب الحكم وقتا ضائعا قبيل إطلاق صافرة النهاية، وميزان المباراة يميل لكفة الفريق الآخر، وجدت المدرب يأمرنى بالنزول للعب مؤكدا أن الفرصة قد أتت إلى وينبغى أن أثبت مهارتى .
نزلت لأرض الملعب وبذلت فوق طاقتى وقطعت المستطيل الأخضر من أقصاه لأدناه مرّات عديدة محاولا اقتحام مرمى الخصم، وبينما الجميع يهلل فرحا بقدامى اللاعبين رغم تقاعسهم، أجزم أنى سمعت بعض من الجمهور يُثنى على ما أفعل . وبعد جهد عظيم وصلت لمرمى الفريق المنافس ودان المرمى على اتساعه وبات الحلم وشيكا. وقبل أن أسدد الهدف المرجو، إذا بحكم المباراة يعلن نهايتها بصافرة طويلة أشبه بنحيب أم ثكلى.