عندما حضرت إلى أستراليا كمهاجر شرعى، قابلتنى كثير من الأمور التى لم ألفها من قبل وفى الحقيقة شدتنى لأنها فريدة فى نوعها، كما أنها غريبة على بالفعل بل أن بعضها يدخل تحت بند المضحكات، ولكنها فى النهاية تعبر عن أخلاقيات ونمط حياة شعب عبارة عن قارة جميلة تحيط بها المياه من كل جانب.
من أولى ذكرياتى، هذا الكم الهائل من الإعلانات عن البحث عن زوجات أو أزواج، حيث أن القارة تعان عجزا فى عدد السكان والمطلوب كما يقال فى مصر الغالية توفيق" الرؤوس فى الحلال" ، يذهب العريس المرتقب أو العروس المرتقبة التى تريد الارتباط لأحد تلك المكاتب التى توفق الرؤوس في الحلال ويعرض عليهم مئات من الشباب والشابات وحتي من عواجيز الفرح وعليه أن يختار أو أن تختار فتى الأحلام، على أن يطلب منها الحضور إلى أستراليا لإتمام مراسيم الزواج فقد يكون طالب الإرتباط فى دولة أخرى، ولكن كلام الحق لابد يقال أن العروس الفلبينية هى التى تكسب دوما لأنها ست بيت، أما إذا لم توفق فى الاختيار لأن الصورة تختلف عن الواقع أى أن هناك تدليس، فتقول لها صاحبة المكتب "" خيره فى غيره ""، أو تقول له خيرها فى غيرها كل ذلك نظير مبلغ معين يتقاضاه المكتب أن دور المكتب يمثل دور الست الخاطبة فى بلادنا .
كانت تلك المكاتب منتشرة بشكل كبير عندما كانت أستراليا تعانى من قلة عدد السكان، أما الأن فقد أصبح عدد سكان " الجزيرة فى قارة "، أكثر من أربع و عشرون مليونا من البشر بل وأغلقت باب الهجرة نهائيا من كثرة طالبى اللجوء وما ترتب عنه من مشاكل أمنية كثيرة .