(رواية مسلسلة مهداة إلى أرواح شهداء الجيش والشرطة الأبرار)
كان اللواء كمال يشرح على الخريطة فى مركز العمليات قائلاً :
صدرت الأوامر باقتحام ( جبل الحلال ) .
ضجت القاعة بالهتاف : الله أكبر .. الله أكبر ..
ابتسم وهو يكمل الشرح :
- الجيش الثالث الميدانى سيقوم بالعملية وستعاونه نخبة منكم لعلمها بدروب المنطقة مع بعض الأدلاء المحليين ..
شرع يشرح الخطة وسط حماسة الضباط وقد اقتربت اللحظة الأخيرة ..
لحظة الحسم ..
جداً
***
- أريد مقابلة المقدم مجدى .
قالها أحد المواطنين السيناويين بحزنٍ وانكسار فتطلع إليه جندى الحراسة بشكٍ وريبة وسأله :
- ليه ؟
- قل له بس واحد يريد يجابله .
استمر الجندى ينظر له بشكٍ ولكنه لم يجد بُدّاً من إعلام المقدم مجدى فرفع اللاسلكى لشفتيه وضغط زر الإتصال .
***
تطلع المقدم مجدى بنظرة فاحصة للماثل أمامه ثم أشار له بالجلوس .
جلس الرجل ساكناً فتطلع إليه مجدى فى صمتٍ ثم قال فجأة وبلهجة سيناوية خالصة :
- كيفك يا بو جاسر !
رفع أبو جاسر رأسه بسرعة البرق مصعوقاً وقال بصدمة :
- انتا تعرفنى ؟
ابتسم المقدم مجدى فى ثقة وتراجع فى كرسيه مشبكاً أصابع كفيه أمام وجهه وأكمل :
- طبعاً .. وعشان ندخل فى الموضوع مباشرةً، عندك إيه تقدمه ؟
صمت أبو جاسر الدليل قليلاً ثم قال :
- هقودكم لعمق جبل الحلال ومعسكر أبو دجانة .
والتمعت عينا المقدم مجدى ..
لقد حانت اللحظة !
***
كانت القوات تتقدم باتجاه ( جبل الحلال ) أحد أخطر الأوكار الإرهابية فى شمال سيناء والمكون من سلسلة من الهضاب التى تمتدّ على مسافة ستين كيلومتراً من الجهة الشرقيّة إلى الجهة الغربيّة، ويرتفع عن مستوى سطح البحر بـ1700 متر ويبعد عن مدينة العريش بنحو 60 كيلومتراً جنوباً ..
كانت قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميدانى تتقدم باتجاه الجبل يعاونهم نخبة من قوات الشرطة والإدلاء المحليين ..
تطلع المقدم مجدى بمنظاره إلى تقدم الجنود واستدار للنقيب محمد قائلاً :
- محمد .. بينى وبينهم تار .. وأمسك بسلاحه ونزل ليتقدم مع الجنود ومن بعيد بدأت أصوات الاشتباكات ..
أمسك النقيب محمد بسلاحه بمنتهى القوة وصاح :
- معاك يا فندم .
سرعان ما كانا يتقدمان مع الجنود وكلاً منهما يرى شروق شمسٍ جديد ..
كان الرصاص ينهمر من كل جانب فاحتميا بصخرةً كبيرة يتبادلان إطلاق النار ..
- آآآه
أطلقها النقيب محمد وطار للوراء ليسقط مضرجاً فى دمائه فصرخ المقدم مجدى :
- محمد ! محمد محمااااااااد ..
إديتك وصيتى وكنت بحسب إنى هموت تموت إنتا ؟
ثم رفع رأسه للجبل صارخاً :
- الله أكبر تحيا مصر .. الله أكبر تحيا مصر
رددت الجبال صرخته وسالت عيناه بالدموع والقوات تقتحم ( جبل الحلال ) ..
ومصر تنتصر ..
والشمس تشرق ..
دوماً ...
(تمت بحمد الله )