فى معاملاتنا الحياتية نردد أمثالا وأقوالا دون أن نعلم حقيقتها ومن ذلك ما يلى:
قصة الشراقوة عزموا القطار: اشتهر عن أهالى محافظة الشرقية الكرم لدرجة القول بانهم عزموا القطار، وهذه حقيقة، ففى أحد أيام شهر رمضان تعطل قطار خط الشرق بالقرب من قرية إكياد التابعة لمركز فاقوس حتى حان وقت أذان المغرب، وكان بالقطار مجموعة من التجار من مختلف الجنسيات من بلاد الشام والأتراك والانجليز فقام عمدة إكياد بإنزال الركاب ودعوتهم للإفطار وأعد الأهالى الموائد واستضاف كل بيت عددا من الركاب، وكان الركاب بعد عودتهم لبلادهم بمثابة سفراء لنشر كرم المصريين الشراقوة .
حسبة برما: حسبة برما مقولة مصرية دارجة تقال عندما يحتار الأمر فى حساب شيء ما. ورد فى موسوعة حلوة بلادى للكاتب إبراهيم خليل إبراهيم: المقولة الشهيرة حسبة برما ترجع لإحدى القرى التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية وهى قرية (برما) التى تبعد عن طنطا بحوالى 12 كيلو متر، وقد جاءت هذه المقولة (حسبة برما) عندما اصطدم أحد الأشخاص بسيدة كانت تحمل قفصا محملا بالبيض فأرادوا تعويضها عما فقدته من البيض وقالوا لها: كم بيضة كانت بالقفص؟ فقالت: لو أحصيتم البيض بالثلاثة لتبقى بيضة، وبالأربعة تبقى بيضة، وبالخمسة تبقى بيضة، وبالستة تبقى بيضة، ولو أحصيتموه بالسبعة فلا تبقى شيئا، وهنا عرفوا أنه كان بالقفص 301 بيضة ومن هنا جاءت المقولة ( حسبة برما).
جزاء سنمار: سنمار هذا رجل رومى وكان ماهراً فى الهندسة المعمارية ودعاه أحد الملوك وهو (النعمان بن امرىء القيس) لتشييد قصره وبعد أن فرغ سنمار من تشييده وأثناء جولته مع النعمان فى ردهات القصر ألقاه النعمان من فوق سطح القصر حتى لا يبنى مثله لغيره .
وبعد هذه الحادثة ضرب العرب المثل فيمن يقدم خيراً ويجد الجزاء شراً .. فيقولون: " جزاء سنمار".
شن طبقة: قال الشرقى بن القطامى.. كان رجل من دهاة العرب وعقلائهم يقال له (شن) فقال: والله لأطوفن حتى أجد امرأة مثلى أتزوجها .. فبينما هو فى طريقه أوقفه رجل فى الطريق فسأله .
شن: أين تريد؟ .
فقال: موضع كذا "يريد القرية التى يقصدها شن"
فوافقه حتى أخذا فى مسيرهما .
فقال له شن: أتحملنى أم أحملك؟ .
فقال له الرجل: يا جاهل أنا راكب وأنت راكب فكيف أحملك أو تحملنى؟ .
فسكت عنه شن وسارا حتى إذا قربا من القرية إذ زرع قد استحصد .
فقال شن: أترى هذا الزرع آكل أم لا؟ .
فقال له الرجل: ياجاهل ترى نبتاً مستحصداً فتقول أكل أم لا؟
فسكت عنه شن حتى دخلا القرية فلاقتهما جنازة فقال شن: أترى صاحب هذا النعش حياً أم ميتاً؟ .
فقال له الرجل: ترى جنازة تسأل عنها أميت صاحبها أم حى؟ ما رأيت أجهل منك .. فسكت عنه شن فأراد مفارقته فأبىَ الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه فكان للرجل بنت يقال لها (طبقة) فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضيفه فأخبرها بمرافقته إياه وشكا إليها جهله وحدثها بحديثه فقالت:
يا أبت ما هذا بجاهل.. أما قوله "أتحملنى أم أحملك" فأراد أتحدثنى أم أحدثك حتى نقطع طريقنا.. وأما قوله "أترى هذا الزرع أكل أم لا؟ " فأراد .. هل باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لا؟ .. وأما قوله فى الجنازة فأراد هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا؟ .
فخرج الرجل فقعد مع "شن" فحادثه ساعة ثم قال: أتحب أن أفسر لك ما سألتنى عنه؟ قال نعم فسره. فقال (شن): ما هذا من كلامك فأخبرنى عن صاحبه .
قال: ابنة لى فخطبها إليه فزوجه إياها وحملها إلى أهله، فلما رأوها أنها تشبهه أو تفوقه فى الذكاء والدهاء قالوا: "وافق شن طبقة "
فذهب مثلاً يضرب للمتوافقين .