من يعى ويفهم تاريخ الجيش المصرى على مر العصور، يجد أنه يقف أمام عقيدة متجسدة فى حب الوطن، فلم يكن جيش إرهاب أو احتلال، وإنما يتحمل كامل مسئولياته تجاه الوطن بكل ما أوتى له من قوة وإمكانات بشرية وتسليحية .
وأود أن أذكر ذوى الذاكرة والنفوس الضعيفة والذين للأسف يعيشون بيننا ويشاركوننا نفس الأرض والمصير، أن الجيش المصرى حينما لحقت به نكسة الخامس من يونيو عام 1967 جمع شتات نفسه فى عدة شهور وانطلق ليجاهد فى سبيل تحرير الأرض، والتى كانت تعرف بحرب الاستنزاف، وفى هذا التوقيت كانت مصر كلها على قلب رجل واحد وراء القوات المسلحة المصرية فى مواجهة العدو، وتكرر الأمر فى حرب أكتوبر المجيدة بعد تحرير الأرض المحتلة .
وفى عصرنا الحديث حينما اندلعت أحداث يناير عام 2011 قام الجيش المصرى بدوره الوطنى بالنزول لحماية المنشآت العامة والخاصة بل حماية المواطنين المصريين أنفسهم، بالإضافة لدوره الأساسى وهو الدفاع عن الحدود المصرية وتأمينها شمالا وجنوبا شرقا وغربا، وظل صامدا متماسكا فى مواجهة الكثير والكثير من المحاولات المغرضة للنيل من قوته فى محاولة إحداث انشقاقات فى صفوف الجيش، ولأنهم لا يفهمون طبيعة تكوين هذا الجيش العظيم باءت كل محاولاتهم بالفشل، واستمرت القوات المسلحة فى تأدية مهمتها الجديدة التى القيت على عاتقها فى حفظ الأمن الداخلى للبلاد بعدما أصاب الشرطة المصرية تراجعا فى مهامها الأمنية بسبب كثرة الأحداث المتتالية والاشتباكات.
وكما يعلم الجميع فى هذا التوقيت ظهرت العديد من الجهات على الساحة وبالطبع كان أبرزهم جماعة الإخوان الارهابية، وكانت الأجواء مهيأة لهم لاقتناص السلطة وفرض وتطبيق أفكارهم التى ظلت حبيسة أذهانهم طيلة العقود الماضية، وبعد استلامهم السلطة وظهور ملامحهم وأفكارهم الحقيقية وما تلا ذلك من تدهور أمنى واعتداءات على المواطنين كان لزاما على القوات المسلحة مرة أخرى أن تتحرك لتنقذ الوطن من الانهيار والدخول فى النفق المظلم الذى لايعلم مداه الإ الله، ومن تلك العقيدة الراسخة فى وجدان تلك المؤسسة العريقة قامت وانتفضت من أجل حماية مكتساب ومقدرات الوطن، وقامت ثورة الثلاثين من يونيو لتطهر الوطن من شرور جماعة الإخوان الإرهابية فكانت ثورة شعبية بحماية الجيش المصرى العظيم.
وها نحن اليوم وبعد استقرار الأوضاع الداخلية نسبيا لأننا مازالنا فى مرحلة الحرب على الإرهاب فى سيناء ومواجهة الأعمال الإرهابية التى تحاول أن تنال من وحدة وتماسك هذا الشعب الغيور على وطنه، نجد أن القوات المسلحة لم تدخر جهدا فى المشاركة بل المسارعة فى تقديم العون والمساعدة فى التعمير والبناء من خلال المشروعات التى تقوم بالإشراف عليها ومتابعتها، بل هناك مشروعات تقوم يتنفيذها بالكامل وفى كل المجالات الاقتصادية والزراعية وبناء مجتمعات عمرانية جديدة وإنشاء الطرق والكبارى التى تسهل من حياة المواطنين فى الانتقال بين المحافظات وبعضها.
ولمن يحاول التقليل من شأن القوات المسلحة المصرية يجب أن يعلم أن هذا الجيش هو الذى يحافظ على حياتك ويقوم بحمايتك وتأمينك ويحفظ بلدك قوية ومتحدة ضد أطماع وأحقاد المتآمرين الذىن يريدون لمصر الفرقة والتفتت والضياع فى المجهول، فأرجو أن تعود لرشدك وألا تكون أداة من الأدوات التى يستخدمها المغرضين لزعزعة استقرار الوطن .