عصام كرم الطوخى يكتب: حتى لا تفسد استمتاعك بالحياة

قد تخسر الكثير عندما لا يتحقق ما تسعى إليه، بل قد تدمر حياتك وكل شىء جميل فيها، عندما يكون كل اهتمامك فى الحياة قاصر على شىء بعينه أو هدف يأخذ حيزاً كبيراً من اهتمامك أو يكون ذلك هو محور تفكيرك الوحيد، ثق أن ذلك سيكون على حساب أشياء أخرى قد تكون أكثر روعة وتشعرك بالسعادة والاستمتاع بحياتك مما كنت تريد تحقيقه. يقول فاروق جويدة: "من الخطأ أن يجمع الإنسان عمره فى سلة واحدة! فيعيش ساعة اللقاء، وأمام عينيه شبح كئيب اسمه الفراق". فى نفس الوقت يجب عليك أن تنوع من أساليب حياتك وتفكيرك واتجاهاتك وأحلامك وتطلعاتك، فالحياة لا تتوقف على موقف معين أو قرار مصيرى أو حادثة معينة أو تجربة صعبة أو أشياء خذلتنا أو علاقة كان من المفترض أن تكون طيبة وحدث العكس وانتهى بك المطاف إلى علاقات متوترة مع الآخرين كونك حصرت تفكيرك فى شيء واحد . لا تتجاهل أشياء أخرى فى حياتك لا تقل أهمية فيما تفكر فيه وتسعى إلى تحقيق نجاحات وانجازات شخصية فقط، مما يجعلك تركز عليها وتستثنى الأمور التى تستمتع بها، فهناك أمور أخرى لا تعد ولا تحصى تحتاج منك الاهتمام بها ولكن قصر تفكيرنا يجعلنا لا نرى أجمل الأشياء فى حياتنا وإهمالنا لها قد يسبب لها الكثير من المتاعب. يقول هرمان هيسه: "إننا لا نعيش إلا مرة واحدة، ويجب أن لا نفسد المسرة القليلة التى لدينا !" فالحياة العملية وأهدافنا جعلت الكثير منا على سبيل المثال بعيداً عن أسرته وأقل اهتماما بأفرادها، مما جعل العلاقات متباعدة وليس فيها شيء من الدفء والحنان، والابتعاد هنا لا يعنى بالضرورة تباعد المكان ولكن تباعد بعضهم عن بعض فى المشاعر والتفكير .. ثق أن شعورك سيكون أفضل إذا زاد اهتمامك وتواصلك بهم فأنت بينهم صوت العقل والمصالحة، إذا أبقيت على روابطك ومشاركة أسرتك فى أخبار حياتهم سيكون إحساسك ورد فعل من حولك أروع وأجمل. تقول رضوى عاشور: "ما أعرفه أن وجودك ولو فى البعد هو سند هائل لي".