تمام كده كما اعتقدت عزيزى القارئ إنه ضمير" أبلة حكمت" ذلك المسلسل الأشهر فى تاريخ الدراما المصرية لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة مصادفة تابعت إحدى حلقاته خلال عطلة العيد وكم كنت سعيدا بمتابعته أولا لأنه يمثل لى ولجيلى كم من الذكريات الجميلة فقد كان عرضه الأول منذ 26 عاما حيث كنت طالبابالصف الثالث الثانوى وكانت مدرستى آنذاك ( إسماعيل القبانى الثانوية العسكرية ) بحى العباسية تمثل نموذجا يحتذى به على مستوى مدارس القاهرة فى مرحلة الثانوى العام وكانت وقت عرضه فى شهر رمضان الكريم على شاشة التلفزيون المصرى دون سيل تلك الإعلانات التى أصبحت السمة الغالبة والمسيطرة على شاشات الفضائيات فى الأعوام الأخيرة.
أعود مرة أخرى مع حضراتكم لهذا العمل الفنى الراقى والمحترم الذى يحترم مشاهديه ويقدم صورة أكثر من رائعة لنموذج المدرسة المصرية التى كنا نراها كثيرا ونحن أطفال وشباب فى مرحلة الصبا
والأكثر مصداقية وواقعية وبهجة هو نموذج تلك الشخصية الرائعة بطلة المسلسل ( أبلة حكمت ) سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة رحمها الله .
فقد رسمت لنا وبكل أمانة ومهنية تلك الشخصية المصرية الفريدة فى أدائها لعلمها واجتهادها فيه فهى تُعلى من القيم والاخلاقيات من خلال تعاملها كمديرة مدرسة نور المعارف تدير بحرفية ومهنية واخلاقية شديدة النضج .
تربى أجيالا وتقود معلمين وإداريين لإصلاح مفاسد هبت على مجتمعنا المصرى، تحاول جاهدة أن تثبت أن التعليم رسالة مكتملة الأركان لا تقف عن حد تلقين العلم فقط بل تهذيب الأخلاق وإرشاد الأخرين وصناعة حالة من الانضباط والبهجة للجميع، ربما تكون محاولة أبلة حكمت فى ظاهرها مثالية وتبعد عن الواقع كثيرا، ولكننا أن دققنا قليلا لوجدنا أننا فى أمس الحاجة لمواجهة كل حالات التردى التى شابت العملية التعليمية خاصة والمجتمع بوجه عام .
كما نحتاج ليس فقط فى مؤسستنا التعليمية لنموذج حكمت هاشم بل وفى كل مؤسسة داخل مصر ليس فقط فى التعليم بل فى فن الإدارة واحتواء الآخرين وإخراج كل طاقاتهم وإبداعاتهم وإيجاد حالة من التنافس الصحى المطلوب فى شتى المجالات، كما نحتاج لمن يقف أمام المفسدين بقوه ويصنع من الشرفاء حائط صد أمام فساد الآخرين وشيىء فشيىء يكون الانضباط هو القاعده والفساد هو الاستثناء وليس العكس، لا أريد أن أطيل عليكم أصدقائى فبكل تأكيد نحن فى أشد الحاجة الآن فى مصرنا الحبيبة إلى ( ضمير أبلة حكمت).