محمد السياب يكتب: الرجل البخيل والوصية الأخيرة

فى قرية نائية يوجد بيت صغير يعيش فيه رجل وزوجته ولديهما أربعة أطفال (ذكور)، وهذا الرجل كان من البخلاء الذين يضرب بهم المثل فى القرية بحيث كان يكنز امواله فى مكان ما من البيت (الحديقة) وأطفاله يتضورون جوعا و يأكلون الخبز فقط أو لا يجدون شيئا للأكل .ولا يشترى لهم ثياب ولا يخرجهم للنزهة حالهم حال بقية اطفال القرية ويستمر الحال سنوات حتى كبر الأطفال وأصبحوا يفهمون الحياة ومشاكلها وفى يوم من الأيام سألوا اباهم عن امواله وأين يذهب بها . فأجابهم الأب أية اموال تسألون عنها، أنا أعمل ليل ونهار لكى اوفر لكم لقمة العيش لتأكلوها . واستمر الحال هكذا وذات يوم شعر الأب بأنه اقترب اجله واصبح مريضا ولا يستطيع أن يعمل، فطلب من اولاده أن يعينوه ويساعدوه فى العمل والاولاد لم يقولوا شيئا ووافقوا على مساعدته . وفى تلك الليلة كتب الاب وصيته وذكر مكان الاموال ووضع الوصية تحت الوسادة ،فدخل عليه اولاده وطلبوا منه الذهاب للمستشفى لكنه ابى ذلك وقال ليس لدى مال حتى اعالج به . وحين اصبح الصباح وجد الاولاد اباهم قد فارق الحياة وقد احتاروا فى دفنه لأنهم لا يملكون المال، فقال احد الاولاد نحفر له فى الحديقة وندفنه فيها حلا للمشكلة، فلم يقتنع البقية بالفكرة لكن وضعهم المادى اجبرهم على ذلك . باشر الاولاد بالحفر حتى وجدوا صندوقا فى الحفرة وظلوا متفاجئين . فقال احدهم لنفتح الصندوق ونرى ما بداخله لعل ابانا وضع النقود هنا وقال الآخر الم تذكر اباك حين سألناه عن امواله واجابنا حينها " اصرفها عليكم ولا املك شيئا " . وفى لحظة فتح الصندوق خرجت امهم من البيت وهى تحمل ظرفا فقالت يا اولاد وجدت هذا الظرف تحت وسادة ابيكم، فتفاجأ الاولاد وقالوا وجدنا صندوقا وفى نفس الوقت ظرف فتحوا الصندوق والظرف فى نفس الوقت، فكان مكتوب فى الوصية أن الاموال مدفونة فى الحديقة وسامحونى لانى لم اصرفها عليكم حينها فقلت اخزنها ليأتى اليوم الذى تحتاجونها وكانت الصدمة كبيرة للاولاد والام لم يتوقعوا من ابيهم فعل هذا الشيء وقالوا حينها: حرمتنا يا ابانا هذه السنين وانت تملك هذه الاموال " والمشكلة الكبيرة فى الاموال اخذوها للسوق ليشتروا بها طعام وثياب لكنها كانت قديمة فالصدمة كانت اكبر . وتعلم الاولاد من اباهم درسا أن الذى يكنز امواله ولا يصرفها على نفسه واهله يكون هذا حالها، اما تكون قديمة او تصرف على من لا يعمل ولا يحس بالتعب الذى جاءت به الاموال . وقال احدهم قصيدته : يا كانز الاموال ليوم لا تعرف مصيره تمتع بالمال ما دمت العمر تعيشه لا تجمع المال لمن لا يعرف قيمته فأنت اليوم تجمعه وغيرك يتمتع به **************************** الناس تفرح فى خزن أموالها لكنها لا تعلم ستصرف يوم دفنها فلا تفكر يوما انك خزنتها قد يأتى يوما تصبح لا قيمة لها



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;