كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، وفى رأيى الشخصى هذه اللعبة تعتبر السبب الوحيد لسعادتى وشقائى فى نفس الوقت، وبالنسبة لى الوقوف فى المدرج وتشجيع فريقى أو منتخب وطنى هى المتعة الحقيقية فى هذه اللعبة.
فجمهور كرة القدم ليس مجرد جمهور رياضى يحب الرياضة، بل هو عبارة عن شعب يكن كل الانتماء لوطنه – ناديه - العزيز، شعب إذا طُلب منه المحاربة والموت من أجل هذا النادى سيحارب بلا أدنى تفكير، وكل فرد من هذا الشعب لا يتكاسل فى قطع آلاف الكيلومترات خلف ناديه تاركاً خلفه عملاً أو زوجة أو أماً .
ولنا أمثلة كثيرة من جماهير أندية مختلفة تفعل اى شيء لتبقى بجوار ناديها فى اى مكان مثل جماهير نادى سيلتيك الاسكتلندى، جماهير نادى ليفربول الانجليزى الذين يصنفون كأكثر الجماهير وفاء لناديهم، نادى بوروسيا دورتموند الألمانى الذى سجل أكبر نسبة حضور جماهير فى الدورى الألماني، وعربياً يوجد جماهير نادى الوداد البيضاوى المغربى الذين يصنفون كأقوى وأشرس جماهير افريقيا، جماهير نادى اتحاد جدة السعودي، وغيرهم وغيرهم من الاندية ذات الشعبية الكبرى .
ولكن هنا فى مصر حب الجماهير لأنديتهم مختلف اختلافا تاما، فبالنسبة لنا نحن المصريون كرة القدم هى الهواء الذى نستنشقه، هى المتعة الوحيدة للمصريين ومنفذ هروبهم الوحيد من مشكلاتهم، هى هتافات الجماهير سواء فى المنحنى الجنوبى او المنحنى الشمالى او حتى هتافات المقصورة الرئيسية ،هى آهات المتفرجين فى الدورات الرمضانية او الساحات الشعبية .
أنا معكم أن المشجع الحقيقى يشجع ناديه من اى مكان دون المدرج ولو حتى على سرير فى المستشفى أو فى بيته من خلال مشاهدة التليفزيون او عبر سماع موجات الراديو، لكن أين المتعة الحقيقية والمدرجات خاوية تملأها أفيشات الإعلانات الممولة وأحياناً القطط والطيور؟.
كلنا بلا استثناء نشتاق إلى أهازيج الجماهير نشتاق إلى اندفاع الادرينالين عند إحراز الأهداف، نشتاق إلى الوجود فى المدرج والشعور بالبهجة وسط أبناء نادينا وسط اصدقائنا، نشتاق إلى كرة القدم وكرة القدم تشتاق الينا . فإلى متى ستظل الساحرة المستديرة وحدها بدون من سحرتهم؟.