تلك الثورة لم تأت من فراغ.. إنما ولدت من رحم الحركة الوطنية المصرية.. وكانت شعارات الثورة تصفية النفوذ الأجنبى.. وإلغاء النظام الملكى.. وإلغاء سيطرة رأس المال على الحكم.. وتحقيق العدالة الاجتماعية وأعوام ما قبل الثورة سجلت أروع أشكال التضامن والتساند بين القوى الوطنية.. وكانت مهمة الثورة إعادة ارتباط مصر بأمتها العربية.. وبناء التنمية.
وجاء قرار تأميم قناة السويس تتويجا للتحرر الوطنى.. وتحقيق السيادة والسيطرة على كل الموارد والمؤسسات التى توجد على أرض مصر.. ومع التنمية أيضا كان بناء السد العالى يمثل رمز لمواجهة الأعداء.. وتحقق كسر احتكار السلاح.. بل من مصر انطلقت حركات التحرر فى أفريقيا وآسيا والعالم العربى.. بالثورة العراقية والانطلاقة السورية.. والفاتح من سبتمبر بليبيا.. ونضال تونس والجزائر.. وكلها مواقف لا تنسى.. من أجل انتصار الحرية فى كل مكان.. بل كان مؤتمر باندونج وتأسيس حركة عدم الانحياز إعلانا لتحدى الكبار.. وتتحول مصر لمركز إشعاع لكل حركات التحرر.
بعد أيام قليلة نحتفل بذكرى مرور 65 عاما على ثورة يوليو، نحتفل بها رغم أن العالم تغير وسقط الاتحاد السوفيتى.. وبروز نظام عالمى جديد.. والذى نما أثناء أزمة الخليج الثانية مع جورج بوش الأب.. ومع قلب المتغيرات كانت حمولة مصر التنموية لها محطات متعددة منذ زمن حقبة الانفتاح الاستهلاكى.. وتلاها توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978.. ونمت مشكلة البطالة للشباب.. وغول الغلاء افترس الأسر المصرية.. وارتفاع المديونية الداخلية والخارجية.. مع زمن الخصخصة المدمر.. ومع تظل ثورة يوليو 1952 ثورة مضيئة فى التاريخ المصرى باعتبارها مدخلا للقضاء على التخلف والتخلص من التبعية.. والانطلاق لتحرير الوطن والمواطن.. وإعادة بناء المجتمع.. وكانت الثورة تنحاز للفقراء ولها لغة توازن مع الشعارات التى رفعتها الثورة .