كان "كيمو" وهذا اسمه الحركى، مثالا لشخص مثابر يُصّر على هدف سعى وراءه عمره كله، أن يُصبح تاجرا ناجحا يُشار له بالبنان، وأن يحقق ثروة طائلة تنوء العصبة من الرجال عن حمل مفاتيح خزائنها مع شهرة وسمعة تجوب الآفاق وهو حُلم رأى أنه غير كبير .
وفى سبيل تحقيقه باع جميع ما يملك من ثروة عقارية ورثها عن أبيه، ثم حصل من البعض على قروض حسنة، إذ كان يكره المصارف والربا والتعقيدات الإدارية، ثم توسع فى حُلمه فأقنع كثيرين بتوظيف أموالهم وفوائض ثرواتهم لديه فى مشروع العمر..
بالأمس القريب رأيت "كيمو" فى شارع "البوسطة" يتكفف الناس ويسألهم إلحافا ولما نظرت إليه تجاهلنى عامدا فتقدمت منه وسألته عن أحواله ومآله فمط شفتيه ورفع حاجبيه وقال: إنما هى التجارة مكسب وخسارة وقد خسرت جميع مالى، ثم صمت برهة وأردف جميع مالى تعنى كل ما كان تحت يدى من رأس مال وهى تجربة على العموم، وحُلمى لن أتنازل عن تحقيقه، ثم رفع رأسه فى خيلاء كجنرال عسكرى وانصرف.