طارق البرديسى يكتب: الاصطفافات الدولية والتسلخات الجلدية

ضاع العالم العربى فى تيه قد يتعذر الخروج منه، فبعض دوله سقطت فى مستنقع الحروب الأهلية، وبعضها وقع فى آتون الإرهاب وهو أصل كل بلية، وأما دوله النفطية فأضحت مطمعاً للقوى الإمبريالية التى تسعى حثيثاً لالتهام الوفورات المالية والمليارات السخية التى تعج بها الصناديق السيادية، وهو ما يوفر فرص عمل وينعش اقتصاد بلاد العم سام، وقد تستفيد منه بعض القيادات الأوروبية التى أوفدت وزراء خارجيتها لاصطياد فرص توفر لشعوبها لقم عيش هنية، فأصبحنا فى وسط متاهة عربية لا ترضى إلا أصحاب المطامع وذوى النفوس غير السوية. فى هذا الصيف العربى القائظ الملتهب بحروب القوى العالمية والإقليمية على أراضيه التى قد تتغير خرائطها تبعاً لنتائج الصراعات غير المحلية، كنا بحاجة لاستراحة عادية ونسمات هواء تقليدية تخفف وطأة الأجواء غير الجلية، فإذا بنفحات لظى مقاطعة عربية اصطفت فيها الرباعية وفيها مصر العربية ضد دويلة خليجية، رفضت ما طالبت به أخواتها لمساسه بسيادتها الوطنية، ورغم ذلك وقعت مذكرة تفاهم لمنع تمويل الإرهاب مع الحبيبة الأمريكية، وفتحت خزائن حقائبها المخابراتية للصديقة الألمانية، ولم تر فى ذلك غضاضة أو مساساً بسيادتها القطرية وإرادتها الفتية ! صيف ساخن يمتلأ بالاصطفافات العربية والاستعانة بالجارات الإقليمية وأعنى الدولتين الصفوية والعثمانية، وهو ما ينبئ عن مزيد من المتاهات العربية، بحيث يتعذر على دوله أن تسير بخطوات ذكية أو تسلك طرائق إيجابية، فضلا عن مواطنيه الذين قد يجدون مشقة فى سيرهم وعنتاً فى مشيهم، نتيجة تسلخات جلدية تسببها لهم حرارة صيف غير عادية لعدم التزام أمريكى باتفاقية باريس المناخية.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;