عادل هيبة يكتب: ولا تعضلوهن

ما يقارب 1400 عام على بزوغ فجر الإسلام، ومازلنا نرى أن ما جاء به الإسلام غير مفعل على أرض الواقع ــ إنك ترى المرأة فى المجتمع العربى ما زالت تساق حتى يومنا هذا بدون أى وعى أو إرادة ــ إننا نعتدى على هذه الأنثى بما لا يقول به هذا الدين الحنيف ، فنحن نعضل بناتنا بدون أن نعطيهم حق اختيار مصيرهم كأى مجتمع حر قرر أن ينهض بشعبه نحو الحرية ، وعندما نذكر الحرية هنا فإننا نقرر أنها حرية مقيدة بتعاليم هذا الدين وهذه الشريعة التى نزل بها قرآن من فوق سبع سنوات . وهذا نبى الإسلام ، رسول الحرية والسلام ــ فعن ابن عباس رضى الله عنه " قال جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال إن عندنا يتيمة وقد خطبها رجل معدم ورجل موسر وهى تهوى المعدم ونحن نهوى الموسر فقال صل الله عليه وسلم أنه قال: {لا أرى للمتحابين إلا النكاح}. لقد أيد صلوات الله عليه اختيار المرأة هنا بأن تتزوج من تهوى وليس من يهوى أهلها رغم أنه فقير ــ فما أعظم هذا الدين الذى يدعو إلى الحب بكامل معانيه ، حتى لو كان هذا الحب مع شخص فقير فإنه سينمو وينجح بهذا الميثاق الغليظ الذى يكون بالزواج والجمع بين المتحابين حتى لو كان الزوج فقيرا . وهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول " لَوْ أَدْرَكْتُ عَفْرَاءَ وَعُرْوَةَ لَجَمَعْتُ بَيْنَهُمَا " ما أجمل هذا المعنى بأن يكون عمر بن الخطاب مع المتحابين والجمع بينهما بما شرعه الله عز وجل . إننا نجد أنفسنا اليوم أمام مجتمع عربى يجهض حق المرأة فى تقرير مصيرها أيا ما كان هذا المصير فإنها ستدافع عن نجاحه لأنها من اختارته ــ إلا أن المجتمع يربى أن ينمو هذا الحب ويثمر فيضع أمامه كل العراقيل ، كل التحديات حتى تستسلم المرأة فى النهاية إلى الأمر الواقع وهو رغبه الأهل وتقاليد المجتمع. ويقول الله عز وجل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا " ــ سورة النساء آية 19 وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة دائم البشر ، يداعب أهله ، ويتلطف بهم ، ويوسعهم نفقته ، ويضاحك نساءه ، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين يتودد إليها بذلك . قالت : سابقنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته ، وذلك قبل أن أحمل اللحم ، ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقنى ، فقال : " هذه بتلك " . ختاماً أود أن أقول تلطفوا ببناتكم وأهلهم واسمحوا لهن بحق تقرير المصير ، اسمحوا لهن بالحرية فيما لا يتعدى حدود الله ــ دعونا نبنى مجتمع نفتخر بتعاليمه وتقاليده أمام الأمم الأخرى ــ دعونا نعطى نعاشر نساءنا بالمعروف . وأخير استشهد بقوله صلى الله عليه وسلم" استوصوا بالنساء خيرا ، فإنهن خلقن من ضلع ، وإن أعوج شيئ فى الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا ". رواه البخارى [ 5186 ] و مسلم [ 1468 ] .



الاكثر مشاهده

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

;