الأمة الإسلامية على مشارف استقبال شعيرة الحج.. والله عز وجل حدد مكانه وزمانه ومدته ووسائله كى تؤدى الشعيرة بالطاعة له عز وجل.. وجاء ذكر الحج فى سور: البقرة وآل عمران والحج لبيان سبل وأحكام وكيفية أداء تلك الشعيرة وقال تعالى: "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب" البقرة .197
والحج عطاء حضارى ويحمل طابع الإعظام الأكبر وملتقى روحى وبيان لعالمية الرسالة.. لأن الإنسان بما يحمل من مشاعر وقدرات يمثل الطاقة المحركة لمجتمعه .. والمجتمع المسلم فى أمس الحاجة لدور أبنائه وهمتهم وفعاليتهم وعطائهم .. والإنسان سلوك وشعور وعاطفة ومعرفة ..ورسالة الإسلام جاءت على أرض العرب.. ومقدسات الإسلام على أرض العرب .
وقال تعالى: "إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين" آل عمران 96
وجاء عطاء الحج بأذان من إبراهيم (عليه السلام)، وقال تعالى: "وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق"، الحج 27.. وجاءت فرضية الحج فى الإسلام ..لقوله تعالى: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا" 9 آل عمران 97 وقال تعالى: "وأتموا الحج والعمرة لله" البقرة 96 ..
والحج عطاء حضارى بالتحرك بثوابت العقيدة .. والإيمان الصحيح.. والتجرد لله عز وجل.. ولإقامة موازين العدل التى أنزلها الله عز وجل على عباده الصالحين.. وعلى أساس منهجه وشريعته.. وفى الحج لا تفاضل أو تمايز بين الناس أمام الله وقال تعالى: "فلا أنساب بينهم"، المؤمنون 101
والغاية من الحج تحقيق التقوى.. ومن لزم التقوى اشتاق للآخرة ..
وقال تعالى: "وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا يعقلون" الأنعام 32 ..
وتقوى الله تصلح القلوب .. وأهل التقوى أهل صدق ويقين ..
وقال تعالى: "يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" التوبة 119.. وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" رواه البخارى ..
وعطاء الحج الحضارى.. يحمل يوم مشهود هو يوم عرفة.. ومع حجة الوداع للرسول (صلى الله عليه وسلم) شهد يوم عرفه أكبر حشد بشرى تشهده البشرية وقتئذ مائة ألف ويزيدون.. وبين الجموع الحاشدة كانت خطبة الوداع للرسول (صلى الله عليه وسلم) تحمل الرسالة الحضارية لتعاليم الإسلام والعمل بها قولا وعملا .. وحتى قيام الساعة .