لا شك أن الطالب عبد الراضى حسن علام، الحاصل على 409 من 410 بنسبة 99.76% فى الثانوية العامة، واجهة مصرية صعيدية مشرفة، وهذه حقيقة لا يختلف فيها شخصان ولا يتناطح فيها كبشان، ودليل ذلك واضح وضوح الصبح إذا أسفر.
إن هذا الطالب المتفوق قاد سفينة الثانوية العامة وسط أمواج عاتية، وظروف استثنائية كفيلة بتحطمها؛ إلا أنه استطاع إرسائها على مرفأ أوائل الثانوية العامة. لم تتوفر له سبل التفوق والنجاح، لم يحصل على درس خصوصي، ولم يستعين بكتاب خارجى، وإنما كان زاده دفات كتاب الوزارة والاعتماد على نفسه بعد توكله على الله ودعاء والده له.
مع قليل من التمعن فى قصته يمكننا استخلاص الآتى:
1- إعلان المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط عن استعداد المحافظة للتكفل بكافة مصاريفه أثناء دراسته بكلية الطب، يعكس اهتمام السلطة التنفيذية بالمحافظة بالطلاب المتفوقين مما يعد رسالة إيجابية لأولئك الراغبين فى الانخراط فى مسعى التفوق.
2- تكريم القيادات التربوية له داخل أروقة منزله يعزز ويشجع الطاقات الطلابية، ويوجه أنظار الطلاب إلى السعى الدؤوب نحو استمراء العلم.
3- اهتمام أعضاء مجلس النواب بالطالب يعكس تلاحم السلطة التشريعية مع السلطة التنفيذية، ويعكس إدراكهم أن الاستثمار الحقيقى اليانع إنما يكون فى بورصة الشباب المتسلح بالعلم والأخلاق.
4-تلقى الطالب اتصالين هاتفيين من وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبد الغفار ورئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار لتأكيد تبنى حالته حتى إتمام دراسته بكلية الطب جامعة القاهرة بناء على رغبته الشخصية (أعلن الطالب ذلك فى أحد البرنامج) يعكس دور الإعلام وصوته وقوته الكامنة، وأن المسئولين لم يألوا جهداً فى تلبية نداء مواطنيهم، وخاصة الذين تحدوهم رغبة جامحة فى تسلق حبال العلم وولوج فضاء التفوق.
5- وقوف معلمى مدرسة العتمانية الثانوية المشتركة بإدارة البدارى التعليمية مع الطالب أثناء دراسته، يعكس دور المعلم وأهميته، ويهدم النظرية القائلة بموت المعلم.
6- تأجيل الطالب لمادة الجيولوجيا فى العام الماضى حتى يتسنى له نقل والده للمستشفى، يمثل موقف إنسانى نبيل، وأن فاعله يحمل قيم ومبادئ من غير ريبة أو بطلان.
أن التقدير المعنوى الذى تلقاه هذا الطالب المكافح، وتقدير الدولة لما تكبده وعاناه من مشقة، وتثمينها لصلابته وموهبته، لهو رسالة واضحة إلى أبناء المجتمع بأن الدولة تتكفل بالمجتهدين وتنير لهم الطريق وتفتح أبوابها للنابغين من أبنائها. وخلاصة القول أنه مكتوب على أبواب الفرص كلمة "ادفع". ونختم بمقولة ريجى ليتش "النجاح لا يأتى نتيجة اشتعال تلقائى، بل يجب أن تشعل جذوة حماسك بنفسك".