العقل هو مناط التكليف ودرة التشريف، هو الفارق بين الجهل والعلم، بين الظلمة والنور ..
وبعبارة بسيطة: العقل زينة، فهو يزين القناعات والسلوكيات، ليضحى لؤلؤ الجوهر ونفائس المخبر وبريق المضمون والمظهر، لكن البعض يتصوره زينة، بمعنى عدم استعماله فيما يفيد، مكتفين بشكله اللامع الفريد (العقل زينة فى الفاترينة).
التعصب لفكرة والتشدد لها يُطفئ نور العقل فتكون عتمة وظلمة وجهل وحماقة، ومعروف أن الحماقة لا علاج لها ولا برء منها لأنه: لكل داء دواء، يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها..
وفارق كبير بين الحماسة والتعصب، فالحماسة والغيرة وروح الشباب، كل أولئك محمود ونافع، أما التعصب فمذموم مرذول ..
قديماً، دفع رجل حياته ثمناً لتعصبه وعناده، فقد أصر على أن البطيخ يتم تقطيعه بالمقص لا بالسكين، بينما يرى ملك البلاد أن أداة تقطيع البطيخ هى السكين لا المقص، وبينما يقوم جنود الملك بإغراق الرجل العنيد المتعصب فى البحر، إذا به يشير بإصبعيه كحركة نصلى المقص، أى أنه مستميت حتى آخر لحظة فى عمره وحياته، فى اعتقاد واعتناق أن المقص هو الأداة الصحيحة لتقطيع البطيخ وليس السكين.
لاحظ هنا تعصب كل الأطراف من ملك وحاشية وجنود ورعية، فلم ينبر أحد فى هذه المملكة المتعصبة البائسة بعناد شعبها وتعصب أهلها وغباء مواطنيها وغيبوبة وجهائها ليقول: أن المسألة يسيرة، والأمر هين، والموضوع بسيط، والقضية سطحية، والأطروحة ساذجة، بل ضحلة وتافهة، تعقلوا يرحمكم الله .