لم يسعى إلى أن يترك بيته وأسرته فى عز احتياجه لهم واحتياجهم له إلا لسبب أسمى، فلم يكن يبحث عن مجد شخصى او شهرة او طالبا لمال ولكنه فى سبيل الله يحمى الوطن ويدافع عنه، لم نكن نعرف عنه شيئا قبل استشهاده ليس لجهل لشخصه، ولكننا لم نعد نقرأ التاريخ كما ينبغى.
فكم من أبطال عاشوا فى الظل وكم من أبطال رحلوا ولم نعد حتى نتذكرهم، أسطورة الشهيد البطل العقيد أحمد منسى التى رواها لنا من عرفه او لازمه فى حياته، هى بحق أسطوره لبطل من طراز فريد، بطولة عاشها واستشهد من اجلها، اسطورة تستحق منا التذكر دوما والوقوف ليس لدقيقة حداد كما تعودنا أن نفعل عندما يستشهد بطل من الأبطال فى اى مناسبة او عندما يأتى ذكره فى اى مناسبة، ولكننا نحتاج أن نتذكرها ونقف عندها لسنوات قادمة من البحث والتأمل والتركيز، نتأمل بطولات سطرها ابطال اخرون منسيون، بطولات حقيقية وليست فوتوشوب او جرافيك او بطولات مصطنعة زائفة، قصة منسى لابد أن نرددها من الآن لجيل يحتاج الى القدوة والمثل الأعلى، ليس فقط على جبهات القتال، ولكن نحن من نحتاجها كى نبنى عقولا مستنيرة قادرة أن تنبنى الوطن على أساس راسخ ومتين من الوطنية وحب الوطن والعطاء والتفانى وانكار الذات وغيرها الكثير مما عرفنا من قصة البطل منسي.
نحن الآن أمام فرصة ذهبية صنعها بطل لكى تبقى بيننا وتؤسس لقيم نحن فى أشد الاحتياج إليها فى وقتنا هذا، فيا صناع الاعلام والتعليم والثقافة استلهموا من قصة البطل منسى قصصا وأعمالا تحكى لنا عن هؤلاء الأبطال، قصصا ليست من وحى الخيال ولكنها من وحى الحقيقة، اكتبوا دروسا عن أبطالنا العظام وشهدائنا الابرار وعلموها لأولادنا فى المدارس والجامعات، اصنعوا أفلاما تحكى عن هذا البطل وغيره الكثيرين، أنتم الآن امام فرصة ذهبية لم تكن امام صناع أفلام السينما الأمريكية الذين أنفقوا المليارات وأوهمونا على مدى عقود بأبطال من وحى الخيال، وصنعوا منها أفلام غزت العالم وغزت العقول، نعم ذهب البطل منسى ولكننا الآن امام سيرة منسى الطيبة، فلتكتبوها بأحرف من نور كى يكتب لها البقاء والخلود لأنها تستحق وأصحابها يستحقون منا أكثر من ذلك، وفاءا لأرواحهم كى لا تتحول حكاية منسى وغيره الى حكايات أخرى منسية .