لا شك أن المرأة العربية عانت كثيرا من عدم المساواة من قديم الأزل، فلقد عانت على مر التاريخ البشرى والواقع المعاصر وقائع مؤلمة من ظلم وبخس واعتداء وانتهاك لكرامتها، وهناك الكثير ممن نادى بتحرير المرأة ولكن كان أبرزهم هو قاسم أمين.
نادى قاسم أمين بتحرير المرأة ولا شك أنه قام بدور فعال فى تحرير المرأة من بعض القيود التى فرضها عليها المجتمع من عادات وتقاليد تحكمت وقيدت المرأة بقيود لا أساس لها من الصحة، ولكن قاسم أمين بجانب دوره الفعال فى تحرير المرأة من بعض العادات والتقاليد السيئة، إلا أنه تخطى تلك الحدود وطالب أيضا بتحرير المرأة من الحجاب ومن ملبسها المحتشم ومن عدم المخالطة، وتلك الامور شرعها بل وفرضها الدين الاسلامى الحنيف، الحجاب الذى هو وقار المرأه وعفافها، والملبس الواسع المحتشم الذى هو غطاء لعورتها، ومنع المخالطة التى يثار منها الفتن والعياذ بالله.
نادى أيضا بإعطاء حقوق للمرأة فى الحياة الاجتماعية فى الزواج والطلاق وغيرها ما ليس من حق المرأة على الاطلاق، كانت كفيلة بإفساد الحياة الاجتماعية وجعلها كبلاد أوروبا وغيرها من البلاد التى لا تلتزم بضوابط دينية وأخلاقية، ولعل تلك الافكار التى دارت فى رأس قاسم أمين والتغير الكبير فى فكره ومعتقاداته يرجع لتأثره بالحياة فى البيئة الفرنسية، وتأثره بالحياة الاجتماعية فى هذا المجتمع المنفتح غير المقيد كما ذكرت سلفا بضوابط دينية أو أخلاقية.
إن الدين الاسلامى هو الدين الوحيد الذى أعطى المرأة حقوقها وكتب لها حق الميراث والنفقة، وينظر إليها فى الحياة بأنها إحدى الأعمدة الاساسية التى لا تقوم الحياة بدونها، وأنها تلعب دورا أساسيا كونها الام والاخت والزوجة، وأنها شريكة الرجل فى تحمل مسؤوليات الحياة.
إن من أعظم صور تكريم المرأة فى الاسلام هو أمرها بالحجاب والاحتشام فى الملبس وعدم التزيين إلا أمام زوجها. لقد كان الرسول صل الله عليه وسلم يستشير زوجاته فى أمور بيته، بل أن المصطفى صل الله عليه وسلم أخذ برأى أم سلمة رضى الله عنها فى صلح الحديبية . أما رسالتى الى رجال اليوم: أن المرأة شريكتك فى كل شىء فلا تستضعفها فتظهر عليها رجولتك، ولا تستلينها فلا تلقى لها بالا، ولا تغفلها فتعاملها كأقل قطعة أساس فى بيتك .