لا شك أن صناعة السياحة ترتبط بالأمن بالدرجة الأولى، وهذا والحمد لله موجود بمصر إلى حد كبير، وإن كانت هناك قليل من الأحداث الإرهابيه التى تحدث فى بعض الأوقات، إلا أننا يجب أن نوجه رسالة للعالم أجمع بأننا ضد الإرهاب ونعمل على التصدى له، وأن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية تستهدف العالم كله دون تمييز، وأن هناك أحداثا مماثلة وربما أكثر فظاعة ضربت بعض الدول الكبرى مؤخرا، ومنها فرنسا وألمانيا وإنجلترا وروسيا كما لم تسلم تركيا وتونس والسعودية ودول أخرى كثيرة من الإرهاب .
من جهة أخرى يجب أن نستخدم بعض الأحداث التى كانت فى صالح السياحة المصرية إعلاميا! فمثلا جريدة الإندبندنت البريطانية أجرت حوارا العام الماضى مع إحدى السائحات الإنجليز، والتى أتت لمصر وتدعى (تريزا بوجان) قالت بالنص ما يلى:
" أنا أحب التاريخ القديم وعلم الآثار وليس هناك مكان آمن على الكرة الأرضية الآن" وطالبت البريطانيين بالعودة لمصر والتمتع بالحضارة العريقة التى لم ترى مثيلتها فى العالم .
وعلى الرغم من التهديدات الإرهابية فى مختلف أنحاء العالم، فإن السوق السياحى العالمى لايزال مرنا على حسب الاتحاد الدولى للنقل ( IATA ) والذى يتوقع نموا بنسبه 6% فى حركة المسافرين فى عام 2017 وأن تداعيات الأحداث الإرهابية ستكون محدودة.
فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الهجمات الإرهابية هى الأقل تأثيرا على السياحة، حيث إن تأثيرها يستغرق 3 شهور للعودة تدريجيا للوضع الطبيعى فى حالة المعالجة الجيدة للحدث ولدينا مثال واضح (مذبحة الأقصر)، ويأتى التأثير الأكثر حدة على السياحة فى حالة تفشى وباء لا قدر الله فقد يستغرق من 6-9 شهور.
وعليه إن كنا نعرف أن الإرهاب استهدف قطاع السياحة إدراكا منه لضعف تلك الصناعة للعوامل الخارجية، وبالتالى سهولة التأثير عليها لتحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية لخدمة مصالح بعض الدول، فلماذا لا نقوم بوضع خطه استراتيجية للسياحة فى مصر تستهدف 3 عناصر رئيسية (الحفاظ على الحصة التسويقية الحالية – العمل على إضافة حصص تسويقية أخرى من الأسواق الناشئة – تشجيع الزيارات المتكررة لمصر)، وذلك من خلال إعداد برامج تأهيلية للتعامل مع السائح من مختلف الجنسيات وبرامج تدريبية تتضمن كيفية توفير كافة الخدمات والمعلومات للسائح والتصرف وقت الطوارئ، كما يجب تأهيل العامل على مهارة التواصل مع السائح من أجل الوصول لأقصى درجات الرضا وضمان تكرار الزيارة.
(يارب الخير لمصر) .