فى الشهر الحالى تترأس مصر، مجلس الأمن وهو الفرع التنفيذى لمنظمة الأمم المتحدة التى أنشأت فى عام ١٩٤٥م بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، ولطالما دعت مصر (كلما سنحت لها فرصة) لمجابهة الفكر المتطرّف والتنظيمات الإرهابية ذات المرجعيات المتشددة وجذور راديكالية كارهة وأصولية منكرة للآخر .
عضوية مصر غير الدائمة فى مجلس الأمن تستمر عامين كسائر باقى الدول العشر، أما الدول الخمس دائمة العضوية فلقد وضعت الأسرة الدولية على رؤوسهم ريشة منذ أمد يرجع لتاريخ إنشاء المنظمة الدولية، فيملكون بتلك الريشة حق الفيتو أو النقض وهو حق يملك أن يهدم القرار الصادر من المجلس ولكنه لا يستطيع وحده أن يبنيه، لأن الهدم أيسر دائماً من البناء !
الدبلوماسية المصرية ذات التقاليد العريقة، جعلتها غالباً تتحين الفرص لطرح مبادرات ومشروعات تبتغى خير البشرية التى عانت من ويلات الحروب وشرورها، فها هى مصر ترأس لجنة محاربة الإرهاب، وتطالب بتطبيق قرارات مجلس الأمن السابق صدورها لمحاربة الإرهاب ومجابهة تنظيماته، ومن قبل تقدمت مصر باقتراح عدم استخدام حق الفيتو فى قرارات وقف إطلاق النار فى النزاعات المسلحة الجارية، وكذلك عدم استخدامه فى المساعدات الإغاثية والمسائل الإنسانية بغية حفظ السلم والأمن الدوليين، وهو الهدف من وجود هذا التنظيم الدولى الذى أراد إخماد النزاعات وإطفاء الحرائق، لكن الاقتراحات والأفكار المصرية لم تلق آذاناً صاغية من قبل الخمس الكبار الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا، لأنهم فى مجلس الأمن يعانون من طبقة شمعية سميكة تلتصق بآذانهم التى لا يسمعون بها فضلاً عن قلوبهم التى لا يعقلون بها مخاطر آنية وأهوال قادمة لا تخطئها عين متابع يدرك من المشهد العالمى العام أنهم فى مجلس الأمن عن السمع لمعزولون !