يهلّ علينا كل فترة من يخرج على شاشة فضائيات أو مستعرضا فى صحيفة إلكترونية أو مطبوعة، ممتعضا من اجتراء العامة على التعاطى مع القضايا والموضوعات العامة، ويستغرب أن يدلى هذا وذاك بدلوه فى أمور يراها حسّاسة تستعصى على العامة وتستغلق على الأريب.
نزعة إقصائية غريبة، حيث يفترض الجهل فى الجميع ثم يسبغ الحكمة الصافية على الخاصة أو الصفوة ويتعكّر مزاجه إن تصدى أحد من العامة لقضية برأى شخصى أو بإعلان موقف على مواقع التواصل الاجتماعى .
لعل السؤال الأكثر منطقية والذى لا توجد له إجابة بمصر ولن توجد.. من نصّبك خبيرا باسم الناس؟ من وضعك فوق قدرك بهذا الشكل فرأيت العامة دونك مقاما وقدرا وقدرة؟، فهل تفعل ذلك بتوكيل؟ فإن كان.. فالوكالة لا تُسقط حق الموكّل فى الدفاع عن نفسه ..أم تفعل هذا بوضع اليد وبالتقادم المسقط؟ لكن وضع اليد لا يجوز إن كان المالك معلوما يعى مصلحته ويبحث وراءها وينقطع التقادم بإبداء الرأى..
سخيف أن تتصدروا المشهد وتتسربوا كالنمل إلى عيوننا، وتزحفون كالهوام منغّصين عيش الناس، منعّمين بك شيء، متأففين من الجميع وكأنكم تفعلون فيهم خيرا، ثم تعايرونهم آناء الليل وأطراف النهار.