لا يوجد أدنى شك أن الحياة صعبة، وكونها كذلك، لتكتشفها وتتعايش معها، وتشعر بالسعادة عندما تجتاز ما يعترضك فيها، لكن يظل سر غموضها موجود، وهذا ما يضفى عليها الجمال والروعة، لذلك حاول أن تكون عيونك مستيقظة لتكتشف فرص تواجدك وروعة تأثيرك فيها، بأن تبذر الخير لينتج لك ولغيرك ثمراً يعود بالنفع عليك وعلى الجميع، مهما كان ما تمر به من أزمات، ومهما كانت البيئة التى تعيش فيها، يقول هولند: "إن أجمل الأزهار تنبت فى التربة الأشد سواداً، وأعلى الأشجار وأقواها تنمو شامخة إلى العلاء بين الصخور".
ثق أن كل لحظة تمر علينا هى بمثابة لحظة تغيير، حاول اكتشافها، حاول احتضانها، فهى تعطينا فرصا جديدة للبقاء، للتطور، لطرق أبواب جديدة مازال العالم فى حيرة من أمرها، بالفعل هناك نواقص فى العالم يجب سدها، وهذا لا يتوقف على إنسان بعينه، بل العالم بأسره ملك للجميع وليس احتكاراً على أحد، ولا على عقول بعينها، لذلك قد تجد بداخلك فكرة أو كلمة .. قد تبدو من وجهة نظرك بسيطة، ولكنها عند البعض مفتاح سعادته بل قد تغير مسار حياته بالكامل، نعم كل منا فى أشد الاحتياج إلى كلمات الأمل، وخلق فرص استعادة النفس، وتجديد رؤى التفكير فى ما أنت عليه، فلا تبخل بما عندك لنفسك وللآخرين من قدرات وهبات، وخاصة فى وقت المحن، لذلك لا تنتظر أن تجىء الفرصة لك، بل أوجدها أنت بيقينك وسعيك، فالفرص لا تأتى لمن وقف مكانه، أو لمن اتصف بالخمول والكسل، بل بالسعى والمثابرة والاجتهاد، بهذا تتحول الفرص العادية إلى فرص ذهبية، عندما تتشبث بها، لذلك عندما تأتيك الفرص اغتنمها، فهى قد لا تكرر بسهولة.
يقول الدكتور نلماج: "تقولون إن لا رأسَ مالٍ لديكم لتباشروا عملا ..، أن فى حوزة أفقر شاب منكم جهازاً لا يقدر أن يجهزه بمثله إلا الخالق العظيم".
أنت رأس مال نفسك، بجهاز التحكم الذى تملكه من يقين وعقل وحركة، أنظر إلى ما وهبك الله من نعم، وما فى حوزتك من قدرات، وسر فى طريقك بقوة وثقة .
يقول إيمرسون فوسداك: "لا يمكن لأى حصان أن يصل إلى مكان إذا لم يتم إسراجه، لا يمكن لأى بخار أو غاز أن يدفع شيئاً ما لم يتم تمريره فى مكان ضيق، لا يمكن لشلالات نياغرا أن تتحول إلى ضوء وطاقة لو لم تجر ضمن قناة، لا يمكن لأى حياة أن تصبح عظيمة ما لم تركز وتُكرس وتُضبط".
بالفعل لكى تتواجد فى الحياة بقوة، عليك أن تعلن عن نفسك وعن فكرتك وكلمتك وحلمك وعن وجودك وحريتك فالعالم ما أوسعه وما أضيقه، ولكن يرجع ذلك إلى طريقة تفكيرك، واحتواء لحظة التغيير الذى وهبك الله إياها.