لا أعلم من أين أبدأ، تكاد المرارة التى بداخلى أن تشوش على كل ما أريد أن أضعه وأتخلص منه فى هذا المقال، لا أعرف عزيزى القارئ إن كنت على وعى أن جميع النساء مضطهدات، نعم كلنا مضهطدات، سيدة المنزل التى لا تخرج للعمل مضطهدة لأسباب يجدها الرجال بسهولة جدا والسيدة العاملة مضطهدة، تجد أيضا المحجبة مضطهدة من فئة والغير محجبة مضطهدة من فئة آخرى والتدرج فى الأزياء بالنسبة للاثنتين جميعهن مضطهدات، منذ دعوة الراحل قاسم أمين بتحرير المرأة وما جاء بعدها من مؤسسات وجمعيات تستهدف حقوق المرأة، بدأ العالم كله فى المناداة بشعارات مساواة المرأة بالرجل ومناقشتها، وتحقق بالهدف بالفعل، أصبحت المرأة تشغل مناصب الرجال بجدارة.
ولكن عزيزتى هل شعرت يوما بالمساواة من الداخل، الم يأتى عليك وقت تشعرين بالحقد من الآخرين عليك، كيف أنك إذا ما كنت فى الآخير انثى وتفعلى كل ذلك، لا أظن أنك يوما مهما كان منصبك نظر لك الجميع بنظرة الاحترام الكاملة، لا أظن بعدم وجود عدة أشخاص قد شككوا فيما قد كنتى حقآ قد فعلتى ذلك بمجهودك الخاص فقط أم أنك قدمتى بعض التنازلات لأنك فى نظر هؤلاء المرضى فى نهاية الأمر إمرأة، حقيقة أنا لا أعرف على أى جهة يمكننى أن أرمى الكم الأكبر من اللوم، هل أرمى به على المعتقدات والثقافات المتوارثة تجاه المرأة وما قد حفظناه وسلمنا به دون فهم، أو أرمى به بكل وضوح وصراحة على البعض من النساء قليلات الأخلاق متدنيات المبادئ والسلوكيات الصحيحة، حيث وقتها يمكنى التبرير بإلقاء الكم الأكبر من اللوم عليهن بأنهن السبب الأكبر فى الإساءة للجميع على طريقة المبدأ الخاطئ بأن الحسنة تخص والسيئة تعم، أم نلقى اللوم الأكبر على الرجال لأن أكثرهم يغير ويلون مبادئه الخاصة على حسب ما يعتقد فى المرأة التى أمامه دون أن يفكر جيدآ قبل بناء المعتقد الصحيح.
أعتقد أن الكاتبة أحلام مستغانمى كانت محقة عندما كتبت على أحد كتبها جملة "يحذر بيعه للرجال" لأن الرجال بالفعل كثير جدا ما يسيئون الظن بالنساء، تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة وهى تعمل تاجرة ومع ذلك لم يسئ الظن بها يوما وظل يحبها حتى بعد مماتها وشاهد على ذلك عندما قال "انصبوا لى خيمة بجوار قبر خديجة" هذا رسولنا الكريم وهؤلاء أنتم، فى نهاية مقالى لا أعتقد أنه سوف يؤثر كثيرا على من سوف يقرأه من الرجال والكثير أيضا لن يغير نظرته الى النساء وسوف يستمر الاضطهاد باستمرار حياة عقولكم المريضة، ولكن أرجوا منكم أن تقدموا لنا على الأقل بعض العون بأن تنشغلوا عنا قليلا فى عيوبكم، وهذا إهداء منى لصاحبات المبادئ والأخلاق المجتهدات الطموحات، إليكن منى سلاما وبعض الورود وقطعا من الشيكولاتة، كن دائما شجعات .