مما لا شك فيه أن الهزيمة النفسية التى يشعر بها كثير من المسلمين تُعد الحافز والمحرك الرئيس فى التماس أشياء يظنون أنها من الشريعة، ويحاولون بشتى الطرق والوسائل أن يطبقوها وكأنه جهاد فى سبيل الله، ومنها ما يُعرف بالمايوه الشرعي، ولا أدرى لماذا لا يدرى هؤلاء المتمسكون به أنه مخالف لأبسط أحكام زينة المرأة، من حيث اللبس الشفاف والضيق وغيره، وهذا المايوه لا يمت للشرع بصلة، بل فيه مخالفات شرعية، وطالما فيه مخالفات فلماذا الاستماتة فى التمسك به، وتحمل الإهانات والغرامات، وكأنه جهاد فى سبيل الدماغ الصلبة .
ومن الطبيعى لا يحل لأحد أن ينكر الأحكام الشرعية للحجاب ولكن يجب التنبه إلى أن ترك الحجاب ليس من الكبائر ولا يوجد دليل شرعى يفرض بالقوة الحجاب على النساء فى الشوارع، ومع ذلك فعلى النساء احترام قوانين الأندية وحمامات السباحة كعدم دخول الرجال بالجلاليب واللحى، وعلى المعترض إيجاد بدائل كتخصيص أماكن معينة للنساء فقط كما خصصنا عربات للمترو وحمامات خاصة وغير ذلك .
أما الاستمرار فى التمسك بشىء بعيد عن الشرع والظن بأنه شرعى فهو كالزرع فوق الماء، والأمر بهذه الصورة له ما له من أضرار تضر شكل الدين ويُغذى الإسلاموفوبيا، وأما ما يظنه السطحيون بأن ما لا يدرك كله لا يترك كله وأن المرتدية للمايوه الشرعى أفضل من العارية فهو وهم، فالضيق والشفاف لا يقل فى حكمه عن العارى، فعن الصحابى أسامة بن زيد ـ رضى الله عنهما ـ قال: كسانى رسول الله قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال: ما لك لم تلبس القبطية؟ قلت: كسوتها امرأتي، فقال: مرها فلتجعل تحتها غلالة، فإنى أخاف أن تصف حجم عظامها.( أخرجه الإمام أحمد فى مسنده)
حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها وعلماءها.