من المُتعارف علية قول (ستارة المسرح) .. ولكن بعض دور العرض السينمائى كانت لها ستائر وكان من أشهرها دار عرض سينما مترو بالإسكندرية .. فدار العرض تلك كان لها قاعة عرض كبيرة جداً وفى بداية الدخول كانت هناك ستارة مُسداة على الشاشة الكبيرة .. ستارة ذهبية لها منظر مهيب .. كانت مصممة بتموجاتٍ رائعة تضفى عليها وهى مدلاة على الشاشة روحاً من الوقار والجمال وعندما يحين موعد العرض ترتفع تلك الستارة رويداً رويداً فى مشهد أقل ما يقال عنه أنه يشبة بداية الإحتفالات الملكية فى زمانها كما نراه فى الصورة الفوتوغرافية التى وثقت لتلك الفترات.
ومع ارتفاع الستار يتهيأ المُشاهد نفسياً ويتحرك تلقائياُ على كرسيه إستعداداً لبدء العرض .. وكأنها طقوس .. وكانت تلك الطقوس تلعب دوراً هاماً فى سيكولوجية التلقى ..
ستارة السينما لم تكن فقط ستاراً بل كانت فلسفة ومن خلالها تبث رسالة مع بداية كل عرض ... إنه بدء العرض.
لم تكن كل دور العرض تُسدل على شاشتها البيضاء ستاراً بل بعض من هذه الدور فقط مثل سينما مترو و رويال .. سينما مترو .. يالها من دارٍ .. مصممة بنفس التصميم فى كل أنحاء العالم .. مدخلاً رخامياً بديعاً .. ودرجاً يأخذك الى أعلى حيث (البلكون) .. كانت أيام .
ومع انتشار دور العرض الحديثة لم تعد لستارة السينما وجود ... ذهبت الى غياهب النسيان .. كما ذهبت معها جريدة مصر السينمائية ... لا أدرى لماذا نحارب كل جمالٍ فى حياتنا .. وكل ما هو راقٍ ورفيعٍ ؟ لماذا لاتعود جريدة مصر السينمائية ؟ أين الهيئة المصرية العامة للإستعلامات التى كان منوطٌ بها إصدار أعداد تلك الجريدة والتى من المؤكد أنها صارت اليوم بمثابة أرشيف هائلاً يمثل ذاكرة لأحداث كاملة ... أرشيف موثق بالصوت والصورة من قلب الحدث ؟
ربما يكون من المتعذر عودة ستارة السينما ولكن ليس من المستحيل عودة جريدتها ... إنها ذكرياتٍ تحولت لإمنياتٍ ... علّ وعسى.