دعا السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخرًا إلى إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التطرف، وأرى أن من أفضل هذه الحلول هو استخدام الذكاء فى الإقناع أو ما يُعرف بــ "الذكاء الإقناعى"، حيث إن الإقناع هــــــو وقود الحياة.. والقوة المفقودة، بل هو أساس كل جوانب الحياة.
ومما لا شك فيه فنحن فى احتياج شديد له لنتعامل جميعًا فى تعايش وحب، بل ونحتاجه فى مناقشة أى شخص وإيصال وجهة نظرنا له، وانطلاقًا من طبيعة عملى كمدرب تنمية بشرية متخصص فى تعديل الفكر المتطرف وتدريب الأئمة يمكن أن أقدم عدة طرق لإقناع أصحاب الأفكار المتطرفة، وهى تصلح لإقناع أى إنسان بأى شيء، ومن أهم الطرق التى يمكن استخدامها فى عملية الذكاء الإقناعى عند مواجهة الأفكار المتطرفة ما يلى:
1ـ الابتعاد عن أسلوب الأمر، بل استخدام التودد واللطف والاستماع للآخرين، والبدء بمقدمة منطقية توضح حقائق المنهج الجديد، ويُفضل إبراز المُحاور لأى أفكار أو صفات مشتركة بينه وبين الشاب المراد إقناعه، ليجعل الداعية إجابة الشاب لسؤاله بنعم.
2ـ عرض المعلومة بشكل متكرر، حيث إن التكرار يرسخ الفكرة، ويجعل العقل يعتبرها من البديهيات.
3ـ استخدام الرسائل الضمنية أو الخفية: وهى رسائل تدرك بحواسنا ويلتقطها العقل اللاوعى ويخزنها، ليتم تحليلها عن طريق الدماغ دون أن تصل إلى وعى الإنسان، بمعنى التأثير فى اللاشعور، ويمكن أن يقدمها المحاور فى شكل مزايا وفوائد غير مباشرة للسلوك المعتدل ضمن كلامه بتلميحات غير مباشرة وخاصة فى حالة انتباه وتركيز السامع.
4ـ استخدام مبدأ الندرة ونعنى به أن هذا الأمر المراد الاقتناع به يكون للصفوة وليس لأى أحد، وهو مثلًا: نوضح أن محبة الآخرين والحرص على التعايش معهم من صفات الحكماء.
5ـ كسر الرموز ويكون بتشويه رموز الشخص المراد إقناعه، فداعش أول ما يفعله هو تشويه رموز الفكر المعتدل من الأزهريين بوصفهم علماء للسلاطين وللحكام (على حد زعمهم الباطل)، أو أنهم مقصرون فى الدين، وبالتالى الوصول بالشخص إلى النقطة صفر ثم إقناعه برموز جدد من الدواعش وأمثالهم، ويمكن للداعية عرض الصفات المشوهة لهؤلاء من رموز الدواعش كحرصهم على ملذات الدنيا، وحب الزعامة.
6ـ المقارنة بين الوضع الحالى وبين الوضع المأمول، فداعش مثلًا يحاول إقناع الشخص بعدم تمتعه فى الدنيا بما يريده، وترغيبه فى المأمول كالذى فى الجنة أو حتى فى الدنيا باتّباع الدين، ويمكن للداعية الاستفادة من ذلك بعرض سلبيات إرهاب غير المسلمين وتخويفهم من الإسلام وتأثير ذلك فى الإضرار بالدين الإسلامي.
7ـ استخدام تعابير الوجه ولغة الجسد للإيحاء بأن الشخص القائم بالإقناع صادق فى إحساسه، فعلى الداعية أن يعبّر عن أفكاره بمصداقية واقتناع حتى يقنع الآخرين.
8ـ الإلمام بما يريد أن يتناقش فيه ولو بأمور مختصرة كالإلمام بأضرار العنف مثلًا إذا أراد التحدث عن مخاطر الإرهاب.
9ـ القدوة، يُفضل أن يكون المُحاور مصدرًا لثقة الآخرين فى الأمر المراد إقناعه بهم، كالسكون النفسى أو حب الآخرين وغيرها.
10ـ إظهار الثقة فى قدرات من نريد إقناعهم والثناء عليهم بخصوص شجاعتهم وذكائهم حتى لو مجاملة.