لا تستغربوا ما أقول ياسادة لأنه: بينى وبينكوا وكلام فى سركوا ياريت ماتقولوهوش لحد ينوبكم ثواب استروا على اخوكم الغلبان ومن سترنى أسأل الله أن يستره يوم القيامة فأنا وحش شكلاً ومضمونا والاعتراف بالحق فضيلة ربنا يزيدكم من فضله.
ياسادة رغم هذ الاعتراف الواضح والصريح أقول: حب الناس وإعجابهم هو هبة ونعمة من الله. وأنا حاشا لله لا أرفس النعمة، لكنى أخاف وأموت فى جلدى من الإعجاب على طريقتنا المصرية.
هذا الكلام الذى بين أيديكم الآن كنت "مدكن" أكتبه من فترة طويلة لكن ماحدث مؤخراً كأنه قال لى: "مستنى إيه بعد كده"؟
ماحدث يا سادة هو الخبر الذى نشره "انفراد" منذ أيام عن رجل أشهر مطواة فى وجه قارئ قرآن كريم إعجابا بقراءته.
شفتوا الإعجاب بيعمل إيه؟.
وما دمنا على ذكر القرّاء كنت ومازلت وسأبقى إلى ما شاء الله أتعجب من بعض الناس عندما أرى فيديو لفضيلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمة الله عليه، وفيه يتجلى الشيخ وهو يقرأ الآية الكريمة: "فأنذرتكم ناراً تلظى لا يصلاها إلا الأشقى"، وعندما انتهى منها كاد كثير من الحاضرين يقفزون من جلساتهم وهم يصرخون إعجابا:"الله".. الآيات تذكر العذاب والنار والويل والثبور وعظائم الأمور. وبعض الحضور من إعجابهم يطالبون الشيخ بالإعادة!! . فهم يعجبون بالقراءة ولا يلتفتون للمعنى.
ولا أعتقد أن واحداً منا يهوى مشاهدة مباريات كرة القدم ولم يمر به شخصياً هذا الموقف أو شاهده وسمعه.
فقد يحدث أن يأتى لاعب بحركة مهارية فيها الكثير من الحرفنة فيقول معجبيه برد فعل تلقائى عفوى إعجبا به: "يابن الكلب جابها ازاى دي؟" . شفتوا حلاوة الإعجاب ؟!
ومادمنا نتحدث عن الكرة: طبعاً تذكرون الواقعة الشهيرة التى تغنى فيها أحد معلقينا الكرويين بمهارة لاعب فى إحدى المباريات إعجابا به قائلاً: ايه ده؟ ايه ده؟ "وأخذ يكررها: يخرب عقلك يامجرم؟. تصوروا يطلب له خربان العقل ثم يصفه بالمجرم إعجابا به؟ وهو على فكرة كان كلاماً عفوياً خرج بلا قصد لأنها ثقافة الإعجاب عندنا.
ومن المستطيل الأخضر عندنا وحصرياً فى ملاعبنا أشفق على اللاعب الذى يسجل هدفاً لفريقه فإذا سجد شاكراً تكوّم فوقه زملاؤه فرحاً بهدفه ولا أدرى كيف يقوم بعدها ليواصل اللعب؟. وبدون ذكر أسماء تذكرون اللاعب الذى سجل هدفاً فأراد زميله تهنئته على طريقته فأصيب الهداف فى رأسه إصابة أبعدته عن الملاعب عدة أسابيع !!
وفى الحياة العامة يقول أحدهم محدثاً عن إعجابه بشخص آخر: لا دا واد مايتخفش عليه يخرب بيته عفريت بيعرف يسلّك شوكة بأسنانه. شوفوا الشطارة بتجيب ايه؟!. لكن الأغرب والأنكى والأكثر دهشة ما رأيته بعينى وسمعته بإذنى اللى حياكلها الدود. اب من شدة إعجابة بطفله قال له: انت اللى عملت كده: يقصف عمرك ياشقي؟!! شفتوا الإعجاب؟!! فأرجوكم لا تُعجبوا بى ولا بكلامى ينوبكم ثواب وشكرا لكم .