يشهد الوقت الحالى بلا منازع تغيرات سريعة ومتلاحقة فى مجال صناعة الميديا ، بشكل لم يسبق له مثيل، فقد ساهمت شبكة الإنترنت فى إيجاد شكل جديد من الإعلام عُرِف فى الأوساط الصحافية والعلمية بـــ " الإعلام الجديد أو الإعلام البديل " ، ليغيَّر مفاهيم الميديا الكلاسيكية كلها.. وأتاحت للجمهور أدوات تعبير شعبية منتشرة يسهل التعامل معها .
فى هذا السياق تزدهر حاليًا ظاهرة " البث المباشر " التى تسمح بالتفاعل على عكس التليفزيون التقليدى ، وكذلك بالتحرر من الضوابط الإدارية، لكن هذا يجعلنا نتساءل : كيف يمكن أن تؤثر هذه الظاهرة فى القنوات الفضائية ؟ وهل الإعلام الجماهيرى أو البديل أصبح ظاهرة راسخة فى الواقع الاجتماعى تنذر بنهاية عصر التلفزيون التقليدى لصبح أى إنسان فى الشارع مشروع مراسل ؟ وهل ينبئ البث المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى بانحسار دور الإعلام المرئى الموجَّه فى السنوات المقبلة ؟.
تطبيقات التواصل الاجتماعى لا تتوقف عن تحديث نفسها وتحديثنا أيضًا! حاليًا خدمة الفيديو المباشر مُتاحة على حسابات مستخدمى شبكات التواصل، وعبرها يتم بثّ فيديوهات مباشرة على مدار الوقت، الأمر يبدو فى غاية البساطة من ناحية التقنيّة، لكن إذا تعمقنا قليلًا فى تأثيره على عاداتنا اليومية وفكرتنا عن الزمن والأخرين، جنبًا إلى جنب مع استخدامات " الفيديو المباشر " فى مجالات السياسة والتجارة والإعلام ... سنجد أن فلسفة " الميديا الجديدة " تؤكد كل مرة بأن نمط الحياة المُرتقب سيصعب التحكم به وبمآلاته الثقافية والمجتمعية، ما دام أقل تكلفة وأوسع انتشارًا !