كم من الأشخاص تبددت أحلامهم بل وماتت أهدافهم قبل أن يخطوا خطوة واحدة نحو تحقيق ما يتطلعون إليه، كونهم أعطوا عقولهم وأذنهم للغير، ونظروا إلى ظروفهم القاسية على أنها عائق، ثق انك لن تتحرك من مكانك مادمت تفكر بهذه الطريقة، فالحياة تعشق المغامرين والمستكشفين والرافضين للانتظار، حتى تعطيهم من أسرارها وخباياها، لأنهم رفضوا أن يظلوا فى مكانهم.
يقول بيل جيتس: «ماذا لو قال أحدهم لكريستوفر كولمبوس قبل أن يغادر الميناء متجهاً فى رحلته لاكتشاف أمريكا كريس: أرجوك، لا تبحر الآن، انتظر حتى نحل جميع مشاكلنا، الحروب والمجاعة، الفقر والجريمة، الأمية والأمراض»
لا تنتظر، فهناك أمور وأشياء كثيرة قد لا يكون لك دخل بها، ولن يكون حلها بسهولة، كالأمراض والفقر والجهل، والتفكير فيها يعتبر عائقاً مدمراً لتفكيرك، واستسلامك والرضا بما أنت عليه، يجعلك تسير بمنطق أنك فى حال أحسن من غيرك، قد لا يكون هناك أدنى شك فى ذلك، ولكن إذا كنت من أصحاب الأحلام والأهداف، قم الآن وتحرك وأفعل شيئاً، فالقليل منا من يملك الجرأة والشجاعة أن ينفذ أفكاره، وكثيراً من هذه الأفكار قد لا تنتظر للغد، يجب فعلها الآن، وإلا غادرت بلا رجعة كونك لم تقدر قيمة الهدية العظيمة التى طرقت بابك.
النجاح دائماً يذهب لأصحاب المبادرة والمغامرة المحسوبة، ولا يذهب إلى الخائفين من العوائق، التى يروها مرعبة، الناجحون لم يهبطوا من السماء، فمن وصل إلى قمة الجبل، أدرك من البداية قيمة المهمة الشاقة التى سوف يخوضها.
إذا كنت الآن لا تفعل شيئاً من اجل هدفك، ثق أن سلبيتك تبعدك عنه خطوات، قد يكون من الصعب تداركها فيما بعد، فالناجحون من صنعوا أشياء كثيرة عميقة وعظيمة بداخلهم وليس الجهد والتعب فقط، فهم أصحاب رسالة وعزيمة وإرادة وإصرار على تنفيذ هدفهم ورؤيتهم ويقينهم بما يؤمنوا به.
إذا أردت أن تبحر الآن، أخرج من دائرة الأمان، وتقبلك لظروفك والوضع الحالى الذى أنت فيه، بل عاهد نفسك على تغييرها، فأى تجربة تخوضها قد يصاحبها الخوف والقلق والتوتر، فهذا أمر طبيعي، ومحفز لتكون حريصاً.
وقبولك له يعتبر حافزاً لإرادتك أن تتغلب عليه، لتتغير وتنجح وتتطور، وتكون جديراً بفكرتك وحلمك ومغامرتك المحسوبة، وارتقاء ذاتك، فالذين يخاطرون يدركون ذلك جيداً.