سامح حامد يكتب: الغفران هو العلاج

حديث اليوم عن الكراهية.. وهل هى مشاعر مصادرها العقل أم القلب؟ وهل هى من صناعة البشر؟ وهل أنت فى مأمن منها بالمستقبل؟ وهل الكراهية شعور مشروع؟ الكراهية سم، فكيف نكسر حلقة الاستياء؟ هل من المباح أن نكره أولئك الذين أضروا بنا؟ كيف يمكن الحصول على الشفاء؟ أين يكمن الألم بداخلى؟ لمَ سمحت لأحد أن ينال منى؟ ما هو مدى الجرم؟ أى جزء من كيانى يعاني؟ كبريائي؟ لماذا نكره؟ لأنهم علمونا أن نكره، ونحن نكره لأننا جهلاء، فنحن نتاج تعليم أناس جهلاء، علمونا فكرة جاهلة، وهى أن هناك 4 أو5 أعراق بشرية، وهناك عرق واحد على وجه الأرض، وكلنا ننتمى إليه، وهو الجنس البشري، ولكننا قسمنا الناس لأعراق، لكى يتسنى لبعضنا أن يروا أنفسهم اسمى من الآخرين. ظننا أن الأمر سينجح، ولكنه لم ينجح بل كان سيئا للجميع، وحان الوقت لتخطى هذا الأمر. فليست هناك جينات مسؤولة عن العنصرية، ولا الكراهية، وإنما لا تولد كاره للناس نسبة لدينهم أو لونهم، بل هو أمر تتعلمه، وأى شىء تتعلمه يمكن أن تخرجه من عقلك، حان الوقت لكى تخرج الكراهية من أفكارنا، حان الوقت لتجاوز هذا الأمر، ويجب أن يكون سريعا، وواجب على المعلم أن يخرج الناس من الجهل إلى النور، ولون البشرة أو الدين ليس لهم علاقة له بمدى فهمك، ولا بقيمتك كإنسان، وقد حان وقت لكى نتجاوز الأمر. وقد قال الله تعالى فى كتابة الكريم "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" ونتعلم منها أن الإنسان حينما يطيع ربه، وحينما يصطلح معه، وحينما يطبق منهجه تطبيقاً دقيقاً، وحينما لا يبنى مجده على أنقاض الآخرين، ولا يبنى حياته على موتهم، ولا غناه على فقرهم، حينما يستقيم على أمر الله، يصطلح مع نفسه، يجد نفسه، يشعر بسعادة لا توصف. وفى النهاية نجد أن الغفران هو العلاج، وهو علامة الإيمان، فمن أراد أن يغفر الله له عليه أن يغفر للناس الذين أساءوا إليه، ونعرف قصة ذلك اليهودى الذى ظل يؤذى النبي- صل الله عليه وسلم- ويلقى القاذورات أمام داره، ولم يبادر النبى بمعاتبته أو زجره أو معاقبته، بل على العكس عندما انقطع ذلك اليهودى عن أفعاله، ما كان من النبى "صل الله عليه وسلم" إلا أن قام بالسؤال عليه، وما كان من هذا اليهودى إلا أن أسلم لدهشته من سماحة الإسلام، والمغفرة ليست شيئاً سحرياً، بل هى عملية تتطلب اللجوء إلى الله، وحين يبدأ الشفاء، فإنه يتعين عليك أن تعترف بأخطائك، وأخيرا أن تغفر لنفسك عيوبك الخاصة، والله وحده يعلم كيف تفعل ذلك دائما على استعداد لمنح الغفران، ومع ذلك، فإن هذه العملية تسمح بأخذ خطوة نحو الغفران.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;