سمعت وداد العلى زوجة ناجى العلي، وناجى العلى لمن لا يعرفه رسام كاركاتير فلسطينى وُلد عام 1937 واُغتيل عام 1987 بلندن، وكانت رسومه على بساطتها تهدد الكيان الصهيونى وتزعزعه لما فيها من تنبيه للوعى بالقضية الفلسطينية، وقد سمعت وداد تقول إن القلق على زوجها كان لا يفارقها من كثرة التهديدات التى كانت تطارده، وقد تحول ذلك القلق إلى هاجس يهيمن عليها أن من يهدد زوجها قد يزرع له لغمًا فى سيارته فما كان منها إلا أنها كانت تذهب فور استيقاظها فى الصباح لتشغيل سيارته خشية أن يكون بها لغمٌ قد يودى بحياة زوجها، أما أن يودى بحياتها فلا مانع لديها قائلة: "إذا مت فلن تنجم مشكلة أما ناجى فهذا شخص لا يُعَوَّض".
إن تعليقها على تصرفها هذا يحمل وجهين فيما أرى، فهى زوج محبة بصدق لدرجة أنها لا تبخل على زوجها بروحها وحياتها وهذا فى الواقع حب منقطع النظير.
والوجه الآخر هو أنها زوج واعية بعمق ومؤمنة أيضا بقيمة زوجها وبموهبته الفذة، لدرجة تجعلها جديرة بأن تكون رفيقة درب شخص كناجى العلي.
وأخيرًا أظن أنه لو انفجر فى وداد العلى اللغم الذى كانت تخاف على زوجها منه لقال فيها: "إنها زوج لا تُعَوَّض أيضًا".
رحم الله ناجى العلى وأدخله فسيح جناته .