نشر الدكتور محمد منجود طبيب بقسم العناية المركزة في مستشفى صيدناوي للتأمين الصحي بالقاهرة، على صفحته بموقع "فيس بوك" بلاغاً إلى كل من النائب العام وووزيرى الداخلية والصحة إضافة إلى رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي ، من أجل فتح تحقيق في اشتباه ضرب وسحل مجند أمن مركزي وشبهة تواطؤ بين عدد من الأطباء وأفراد أمن تابعين للجيش والداخلية لاخفاء حقيقة ما حدث لهذا المجند، مضيفاً أنه محجوز الآن في مستشفى صيدناوي للتأمين الصحي.
وقال الدكتور منجود: "الدكتورة "س" مديرة فرع القاهرة للتأمين الصحي اتصلت باداراة المستشفى مساء يوم الأحد الماضى، لتطلب منهم نقل أي مريض من المحجوزين لديهم في قسم الرعاية المركزة، إلى مستشفى شبرا واستقبال مريض آخر مصاب بنزيف في المخ من شبرا، مع الإدعاء أن سبب النزيف يرجع إلى حادث سيارة، مع علمها التام وعلم جميع العاملين بمنظومة التأمين الصحي بفرع القاهرة أن رعاية مستشفى شبرا لايوجد بها سوى طبيب رعاية مركزة واحد وعلم الجميع أن قسم الرعاية هناك لا يصلح لاستقبال أي حالة".
وأضاف منجود أنهم قرروا إستقبال المريض على سرير إضافي، فوق طاقة قسم الرعاية الرسمية من أجل إسعاف المجند، بعد أن أبدى الجميع إعتراضه على إرسال أي مريض لهم.
واستطرد منجود قائلا: "بعد أن استقبلناه قمت بسؤال أهله عما حدث ولكنهم على غير علم بأي شئ ، فقمت بسؤالهم عن رقم أي ضابط مسؤول، ثم قمت بالتحدث فعلا إلى أحد الملازمين عما حدث، ولماذا لم يتم حجزه في مستشفى عسكري أو شرطة؟ فأجابني بأنه قد تم نقله إلى مستشفى شبرا بعد الاتفاق مع الدكتوره س".
وأشار طبيب العناية المركزة إلى أن المجند المصاب عمره لا يتعدى 23 عاماً و هو من بني سويف، وأن وجهه ملئ بالسحجات والجروح، إضافة إلى أذنه ورأسه، مؤكداً أن الأشعة أثبتت فعلاً وجود نزيف لديه في المخ. كما لا توجد أية آثار لأي حادث أو سحجات أخرى في بطنه، ولا ظهره، سوى سحجات سطحية للغاية عند مفصل الركبة فقط، ولايوجد شىء آخر.
وتابع منجود: "ثم جاء إستشاري مخ وأعصاب من مستشفى المقطم، من أجل المرور على المجند برغم وجود أكثر من إستشاري مخ وأعصاب لدينا، أحدهم أستاذ في طب عين شمس!!".
وأشار الطبيب إلى أن المجند كان قد تم تحويله إلى مستشفى شبرا غير المجهز بأي شىء، من المستشفى الجوي العسكري حوالي الرابعة فجر يوم الأحد الماضي.
وأستطرد منجود في سرد روايته قائلاً: "في ليل يوم الاثنين الموافق 15 من الشهر الحالي، جاءت إلىّ بعض المعلومات كالآتي .. النقيب المرافق لنقل المجند من المستشفى الجوي إلى شبرا، كان قد سئل لماذا لم يتم حجزه في المستشفى الجوي، فأفاد بأنه لايوجد لديهم أسرة خالية، وأن المجند في حالة هياج، ويتلفظ بألفاظ بذيئة، ولا يصح حجزه وسط اللواءات.. المجند في بعض أوقات حجزه في شبرا، كان قد أفاد بأنه لم يتعرض لأي حادث، وإنما تعرض للضرب من الضابط!!.. وهذا ما أدلى به المجند أيضًا، بعد أن حُجز لدينا، معي ومع بعض زملائي الآخرين من الأطباء والتمريض.. صبيحة يوم الاحد ذهب أحد الضباط لمستشفى شبرا لرؤية المجند. وجدير بالذكر أن هذا الضابط هو ابن السيدة الدكتورة "س"!!!.. وهذا الضابط بالأمن المركزي!!.. والمصاب هو مجند بالأمن المركزي!!.. وليس له تأمين صحي.
لذا لا يجب تحويله من المستشفى الجوي، إلى مستشفيات التأمين الصحي. وفي صباح الثلاثاء الموافق 16 من الشهر الحالي أيضاً، جاءت إلىّ معلومات أخرى كالآتي.. المجند لم يتعرض لأي حوادث بأي سيارة وإنما وجد مرمي أمام معسكره.. وهو يتم متابعة حالته من قيادات عليا!!، متسائلاً لماذا قام السيد ضابط الأمن المركزي ابن السيدة الدكتورة "س" بالمرور على المجند في المستشفى؟ وإذا كان حادث سيارة، فلماذا لم يتم عمل محضر حتى الآن وخصوصًا أنه حسب إدعائهم قد صدم أمام معسكره؟".
ولفت طبيب العناية المركزة بمستشفى صيدناوي للتأمين الصحي إلى أنه بمجرد أن وصلت معلومات للدكتورة "س" تفيد باشتباه لدى أطباء المستشفى، فيما حدث للمجند قامت على الفور بالإتصال بإدارتها، وسؤالهم عن الأطباء الموجودين بقسم الرعاية، مشدداً على أنه عندما أجابها مدير المستشفى بوجوده كان ردها بأنه كان قد أخلي طرفه من المستشفى، فما سبب وجوده فيها حتى الآن؟ وقامت بتهديدهم بأنه إذا لم يترك هو المستشفى سوف تطلب له النيابة، ثم أكمل كلامه: " ثم في خلال خمس دقائق أرسلت نائبها الدكتور "س" خصيصًا للحصول على صورة إخلاء طرفي من المستشفى، بعد أن أعطى أوامر مباشرة لإدارة المستشفى وأمنها بمنع دخولي !!!.. جدير بالذكر.
أنني فعلاً قد أخليت طرفي منذ مايقرب من شهر وكنت أتواجد وديًا لمساعدة زملائي في بعض الأوقات لسد العجز الشديد في أطباء الرعاية المركزة. وجدير بالذكر أيضا أن السيدة الدكتورة "س" منذ مايقرب من ثلاثة أشهر، كانت قد مرّت على المستشفى، واكتشفت وجود أحد زملائي أيضا بشكل غير رسمي لسد العجز الواضح ولم تعترض وقتها".
وإختتم الدكتور محمد منجود تدوينته بالقول: "أعلم تمامًًا، وأتيقّن بأن السادة الموجهة إليهم هذه الشكوى على غير علم بما فيها، كما أنني لا أتهم أحداً ولم أقدح في ذات أحد ولكن الأمر برمّته مثير للشبهة، ولست أنا الوحيد ولكن كل العاملين في مستشفى شبرا، وصيدناوي يشكّون مثلي وأكثر فيما قد حدث".
وأكد منجود أنه لجأ إلى تقديم البلاغ عبر صفحته على "فيس بوك" لأنه لا يعرف الخطوات الإدارية المفترض إتباعها في هذه الحالة، إضافة إلى عدم مطالبته ادارة المستشفى بالتكفّل ببحث القضية، وذلك بسبب عدم مقدرتها على التحدث في مثل هذا الموضوع الشائك، ناهيك عن عدم معرفته هو والأطباء أيضا الخطوات المطلوبة لإنتداب أحد من الطب الشرعي لفحص المجند أو تحويل الموضوع برمته إلى النيابة العامة.
وشدد منجود أن دافعه لنشر بلاغه عبر صفحته على الرغم من المتاعب التي قد تلحق به جراء ذلك هو بحثه عن حق مريض وليس طبيب. وبعد 6 ساعات من نشره هذا البوست نشر بوستاً آخر قال فيه: "دلوقتي ناس كلموني من اللي كانوا مستعدين للشهادة وقالولي أنه تم تهديدهم وأن الموضوع أكبر مننا كلنا".