سامح حامد يكتب: التخطيط الاستراتيجى من أجل البقاء

حديث اليوم عن التقدم العلمى الذى يشهده العالم، والذى يفرض على المنظمات سواء كانت عالمية أو محلية أن تتبنى المفاهيم الإدارية الحديثة فى الإدارة إذا أرادت تحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية. ومن هذه المفاهيم الإدارية الحديثة الإيمان الكامل بضرورة وجود وتطبيق التخطيط الاستراتيجى فى المنظمات من أجل البقاء والاستمرار ومواجهة التغيرات والتحديات المختلفة فى ظل العولمة، وهذا بالتالى يتطلب الاهتمام بالموارد البشرية وتدريبها بحيث تكون لديها المعرفة والمهارات المختلفة لمواجهة هذه التغيرات السريعة فى كافة مناحى الحياة الاقتصادية والتكنولوجية. إن استراتيجيات التدريب لها دور هام فى تغيير الممارسات المرتبطة بوظائف إدارة الموارد البشرية، وبالتالى التأثير على أداء المنظمة بشكل عام وخصوصاً فى مجال تحقيق الميزة التنافسية، بحيث يجب أن تعمل استراتيجية التدريب فى إطار أكبر يشمل الاستراتيجية على مستوى المنظمة ككل والتى هى عبارة عن تصور مبدئى للرؤى المستقبلية للمنظمة ورسم سياستها وتحديد غايتها على المدى البعيد وبيان نقاط القوة والضعف وذلك بهدف اتخاذ القرارات الإستراتيجية الصحيحة. لقد أصبح التدريب فى الوقت الحاضر استثماراً بالبشر، حيث يعتبر من أهم السبل الأساسية لتكوين موارد بشرية مناسبة من حيث الكم والنوع لكونه يعمل على تزويد الأفراد بالمعلومات والمهارات الإدارية والفنية اللازمة لأداء أعمالهم بكفاءة وفاعلية وهذا بالتالى ينعكس بشكل إيجابى على عمل وأداء المنظمات بشكل عام. إن عدم توفر الموارد البشرية المؤهلة والمدربة والقادرة على التكيف مع كافة المتغيرات والتحديات فى البيئة الخارجية سيؤدى إلى ضعف قدرة المنظمات على المنافسة عالمياً وإقليمياً، ومن هنا يجب النظر إلى التدريب من منظور استراتيجى بحيث يتم تصميم وتنفيذ برامج التدريب لتحقيق أهداف المنظمة الإستراتيجية. وضرورة قيام المنظمات بتوفير مزيد من الاهتمام والدعم من قبل الإدارة العليا لتبنى استراتيجيات واضحة للتدريب منبثقة من الاستراتيجية العامة للمنظمة، وتنويع أساليبها التدريبية التى تقدمها للعاملين لديها حيث إنها تركز على أسلوب المحاضرات والتدوير الوظيفى بدرجة كبيرة، ولذلك لابد من إضافة أساليب المناقشة ودراسة الحالة واللجان والمؤتمرات إلى هذه الأساليب لما لها من أثر فى تحسين مستويات الأداء لدى العاملين فى هذه الشركات. بالإضافة إلى الاهتمام بتوفير الإمكانيات المالية والمادية اللازمة للعملية التدريبية وضرورة اعتبار التدريب من ضمن الأولويات الاستراتيجية فى هذه الشركات، وتبنى الوسائل التكنولوجية الحديثة كأساس لتطبيق برامج استراتيجية التدريب وذلك لما له من أثر إيجابى على العملية التدريبية، وبالتالى يؤثر على تحسين مستوى أداء العاملين فى هذه الشركات. يجب على المنظمات الحد من المعوقات والعقبات التى تواجهها عند تبنى استراتيجية فعالة للتدريب، وذلك من خلال نشر الثقافة التنظيمية الداعمة لاستراتيجية التدريب وتوفير المدربين ذوى الكفاءة العالية والتغيير فى أنظمتها وقوانينها التى تتعارض مع تبنى استراتيجية واضحة وفعالة للتدريب. الاستفادة من المؤهلات العلمية العالية والخبرات العملية الطويلة للمدراء فى هذه المنظمات وذلك باتباع التخطيط الاستراتيجى السليم ووجود استراتيجية واضحة للمنظمة تنبثق عنها استراتيجية واضحة للوحدات الوظيفية المختلفة. ضرورة ارتكاز نشاط التدريب فى المنظمات على النهج الاستراتيجى والذى يتطلب الأخذ بعين الاعتبار كافة العوامل فى البيئة الداخلية والخارجية والاستجابة لهذه المتغيرات، وبناء هذا النشاط بصورة متكاملة وشاملة فى ضوء معطيات البيئة المحيطة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;