لكل منا أحلام وأمنيات يتمنى تحقيقها ومهما كانت هذه الأمنيات سواء آمال عريضة وأهداف كبيرة أو أمانى بسيطة فهى تضفى على حياتنا معنى وقيمة، فالأمنيات هى الروح التى تبعث فينا الحياة، وتجعل من كل شمس جديدة تشرق علينا شعاع أمل يقربنا من أمنيتنا، لكن للأسف أمنيات البعض أصبحت هى امتلاك الماديات للحصول على متعتها، لم تعد الأمنيات هى تحقيق إنجازات او نجاحات كبيرة ،
أصبحنا نعانى من سيطرة الحياة المادية التى أصبحت تستنزف كل طاقتنا سواء مادية أو معنوية، فهى موجهة لخدمة الماديات، ومحاولة اللحاق بقطار الماديات السريع المبهر.
النظرة المادية للحياة تجعل دورنا يقتصر على اللهث وراء المتع الحياتية ولا يتجاوز تفكيرنا ذلك، هل يمكننا أن نفك ذلك الرباط الذى يطوق أعناقنا ويجعلنا مشدودين طوال الوقت مما يسبب التوتر والقلق النفسى الدائم !!؟
ربما يقيم بعضنا البعض على نملك من مال ومستوى ما نستحوذ علىه من الرفاهيات والإمكانيات المادية.
أصحبت لدى بعض أبنائنا قناعات أنهم يستمدون قيمتهم من قيمة البراندات فى الملابس وقيمة الهواتف المحمولة وماركة السيارة، لم يتعلموا أن قيمة الشخص تنبع من داخله، من شخصه هو من قيمه وأخلاقه وتمسكه بثوابت الدين والأخلاق، من الضمير الحى وأن ما لا تقبله على نفسك لا تقبله على غيرك، أن يتيقنوا أن الحرام حرام مهما فعله معظم الناس.
مواجهة الحياة المادية تحتاج إلى إرادة حقيقية أن ثقافة التقليد الأعمى انتشرت فى المجتمع ولم تعد قاصرة على فئة معينة، الجميع يحاول اللحاق بقطار الماديات السريع المتطور حتى لو كان أكثر من قدرتهم بكثير،
أصبحت المحكاة والنظر لما فى أيدى الأخرين تسرى فينا كما النار فى الهشيم، ربما يفعل البعض أمور تتنافى مع الأخلاق القانون من أجل الحصول على المال اللازم لسد تلك الماديات.
لماذا لا نأخذ من تلك الماديات ما هو على قدر احتياجنا وعلى قدر قدراتنا؟
لماذ أصبحنا نلهث وراء الماديات كالوحوش الجائعة التى لا تشبع ولا تهدأ؟
السبيل هو العودة إلى الحياة البسيطة نواكب العصر والتقدم نأخذ ما هو منتج ومفيد، لقد أصبحنا مستهلكين متكالبين على المظاهر المادية كل همنا التقليد الأعمى، والتباهى بامتلاك أشياء ربما لا نستفيد منها ولا تمنحنا اى امتياز سوى امتلاكها.
هل طبيعة استهلاكنا ونهمنا بتلك الماديات تتماشى مع ظروف اقتصادنا، فالنرحم أنفسنا من أن نلهث وراء المتع الحياتية التى لا تشبع جوعا، من أهم أسباب تفشى الفساد والرشوة هو الجرى المستميت وراء المتع الحياتية، علينا أن نعيد طريقة تفكيرنا بطريقة اكثر إيجابية وأكثر واقعية من أجل نشأة جيل أكثر احتراما للجهد والعمل، لينشأ جيل يكون شغله الشاغل تثبيت القيم والأخلاق، نزرع فى أبنائنا أن الحياة تكمن قيمتها من قيمة اعمالنا وتفوقنا فيها من يقظة ضمائرنا، من أن الخطأ خطا حتى لو لم يراك الناس فإن الله يرى.
الحياة بسيطة جدا نحن من نعقدها ونحولها إلى معناة وقلق
فالأشياء البسيطة دائما أشياء صحيحة
لا نترك أنفسنا للظروف ولأهواء الأخرين
أن نتمسك بالمادىء والقيم وبتعاليم الدين دو إفراط ولا تفريط.
دامت حياتكم طيبة