أيام قليلة تفصلنا عن حدث قد يكون هو الأهم على الإطلاق لكل عشاق كرة القدم خاصة عشاق الدورى الإسبانى ونادى برشلونة، فمع بداية شهر أكتوبر سيعقد استفتاء شعبى فى مقاطعة كتالونيا من أجل انفصالها عن المملكة الإسبانية.
ذلك الانفصال الذى يهدد إسبانيا بالعديد من الخسائر الاقتصادية إلى جانب خروج المقاطعة من الاتحاد الأوروبى الأمر الذى سيكبد برشلونة خسائر فادحة على حد وصف المحللين.
كتالونيا تمثل 19% من الدخل القومى الإسبانى كما أن ميناء برشلونة من أهم موانئ إسبانيا إالى جانب تواجد أهم البنوك الإسبانية فى مقاطعة كتالونيا.
كل تلك الخسائر الاقتصادية سيتحملها الإسبان وحدهم أما عن الخسارة الأكبر والتى سيتحملها الملايين حول العالم هو إختفاء نادى برشلونة من الدورى الاسبانى بل ومن البطولات الأوروبية لأنه وقتها لن يعد تابعاً لإسبانيا الأمر الذى يثير مخاوف العديد من عشاقه حول العالم.
وقتها سيبحث برشلونة عن بديل فى أحد دوريات أوروبا وان كان الدورى الفرنسى هو الأقرب بالنسبة لهم ونصبح بين ليلة وضحاها نرى الامور جميعها وقد تغيرت فلا أتصور طعم الدورى الإسبانى بدون برشلونة ذلك المنافس الشرس ولا أتصور طعم نادى برشلونة خارج الدورى الاسبانى ذلك الدورى الذى لا يزال محط أنظار الجميع كما أتوقع أن تحاصر الخسائر المالية ذلك النادى العريق، ما قد يؤدى إلى رحيل العديد من نجومه عنه مثل ليونيل ميسى وسواريز وعثمان ديمبلى وغيرهم من نجوم الفريق ما أثار مخاوف المعلنين من تلك الخطوة.
والسؤال هنا ألا يوجد فى كتالونيا أو إسبانيا كلها رجل رشيد؟!
يتوقع الكثيرون أن برشلونة سوف يواجه المجهول حال التصويت بانفصال برشلونة عن المملكة الاسبانية فقد يضعف ذلك شوكة الفريق الكتالونى ولن يكون قادرا على المنافسة بنفس القوة والشراسة التى اعتدناها منه، ذلك الفريق الذى صنع العديد من النجاحات وحصل على بطولات عدة وأثلج قلوب عشاقه مرات ومرات سيصبح فى وقت قصير مجرد ذكرى فى تاريخ الكرة العالمية.
هى ليست نظرة تشاؤمية لكنها تحليلا لواقع بدت ملامحه واضحة مع أول تصريح لقاطنى مقاطعة كتالونيا رغيتهم فى الانفصال عن اسبانيا وقد طالعتنا صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية بتوقعات عن احتمالية تعرض اسبانيا لحروب اهلية بسبب ذلك الانفصال، ذلك لاهمية كتالونيا بالنسبة لأسبانيا حيث تعتبر موردا سياحيا مهما ما قد يؤثر سلبا على الاقتصاد الاسباني.
وها انا اكرر سؤالى لعلهم أحدهم يسمعني.. أيها الكتالونيون .. أليس منكم رجلٌ رشيد؟!