مررت على محل بقالة كبير (سوبر ماركت) وأنا فى طريقى إلى العمل صباح اليوم لأشترى بعض لوازم موظف رابض فى مكتبه حتى غروب الشمس - لوازم من طعام وشراب لتسد جوعه أو لتُسرى عليه مثل الأطفال - دخلت المحل الذى أُعتبر زبونة دائمة له لأجده مكتظًا بالزبائن الذين يقفون وحدهم دون مساعدة من الصِبْيَة الذين دائمًا ما يقفون لتلبية طلبات الزبائن فقد بدا المحل خاليًا منهم وبدا صاحب المحل مشغولًا على مقعده الدائم لتحصيل النقود وكان الزبائن مصطفين أمامه انتظارًا لإنهاء مكالمة كان يسجل منها بالكتابة طلبات زبون آخر والأكثر من ذلك أنه قام من مقامه ليتفحص بضاعته للرد على استفسارات الطالب، فبدا وكأنه غارق فى شبر ماء، فقلت فى نفسى فلأساعد نفسى بنفسى وأتجول فى المحل لألتقطَ ما أريد فإذا بى أجد صبيان المحل البالغ عددهم أربعة وقد افترشوا أحد أركان المحل ليتناولوا إفطارهم وهم يتضاحكون بل ويقهقهون فسررت بسرورهم؛ لكن ما استوقفنى هو رحمة صاحب المحل وكرم أخلاقه.