لم أكن أدرك يوما هذا الكم الهائل من الجهل و التخلف و اللاوعى الذى نعيش داخل مستنقعاته المصغرة...لاطالما سردت لى حكايات من اقارب و جيران و اصدقاء...ولكن الامل كان دائما هو عنوانى الابرز...الا اننى اكتشفت اننا نعيش فى عصر الجاهلية بالالوان وليس بالابيض و الاسود...عصر الجاهلية مع اختلاف الشكليات و الاحتفاظ باغلب المعتقدات الفكرية و الثقافية...نعيش الجاهلية المعاصرة تحت كل شيء مشوه و شعارات كاذبة واللاوعى واضحا...فنحن المجتمعات التى تدعى التدين ولكنها تشرك بالمولى بشتى الطرق...نحن من ندعى الفضيلة و الصدق ولكن الحقيقة تقول أن الكذب و الخبث يجرى فى عروقنا...نحن من نتغنى بالاخلاقيات ...ولكن الحقيقة تقول أنه لا يوجد ضمير حى بداخلنا و لا انسانية تسكن كياننا ...باختصار شديد كل شيء نعيشه مزيفا ...نحن المجتمعات التى تعيش الحقيقة فى الخيال والواقع مليء بتشوهات نحن من نقبل أن نرثها و نكمل صنعها ...ما اقوله ليس سوادا...بل ما نعيشه من جهل و تعفن فكرى و اخلاقى و انسانى ايضا و اللاوعى هو المعنى الاصيل للون الاسود .
نرفع اقلامنا وتقفل كتبنا...وينتهى حبر سطورنا ...لان ما نعيشه جميعا ما هو الا نفاق اجتماعي...ثقافة مزيفة...وفكر يفتقر إلى المنطق و الوعى ...كل المفاهيم الخاطئة تجبرنا على الصمت ...كل شيء يحاول أن يقتل امالنا احلامنا...ومن يختلف عن كل هذا فهو حتما سيكون منبوذا...يشوه من الخارج و من الداخل
...
هذه هى حكاية مجتمعات تعشق النفاق و تتخذ منه دستورا للحياة...حكاية مجتمع تجرد من انسانيته و باع مبادئه...واصبحت القيم والاخلاقيات بالنسبة اليه مجرد ادعاءات و شعارات ...حكاية لن يفهمها الكثير...فقسوة حقيقتها تكمن فى اعترافنا بها...
فكونوا بشرا اولا اصحاب مبادئ واجعلوا من الوعى دستوركم...