دق السيد الرئيس ناقوس الخطر عند عرض بيانات التعداد السكانى ولعل أهم ما أشار إليه التعداد السكانى هو زواج القاصرات، والزيادة السكانية الهائلة، وكلا الأمرين لهما خلفيات من الفتاوى الشاذة، فزواج القاصرات كثيرًا من الناس يُقدمون عليه اعتقادًا بوجوبه أو على الأقل مشروعيته دون النظر لاكتمال نضج البنت متشبهين خطأ بزواج النبى (صلى الله عليه وسلم ) بالسيدة عائشة، وبعد التسليم بما قاله إجماع العلماء بأنها تزوجت فى التاسعة نجد أنها حالة خاصة لم نقف على مثيل لها فى زمن النبى ( صلى الله عليه وسلم )، وبدليل أن بناته وصبايا الصحابة كالسيدة فاطمة وأسماء بنت أبى بكر تزوجوا بعد سن الـ 17 فى أرجح الأقوال، ولعل هناك حكم من زواج النبى بالسيدة عائشة وهى صغيرة منها ربطها بين عصره وعصر التابعين لنقل مسائل فقهية معينة، فضلاً عن عدم وجود دليل أن النبى (صلى الله عليها وسلم ) دخل بها فور زواجه منها وهى صغيرة، بل كل ما نُقل فى هذا الأمر كان قبيل وفاته بسنوات وقد تعدت هى الـ 17 عامًا، أى أن العقد فى سن والزواج والإقامة معه فى سن والجماع فى سن وهو بعد الـ 17.
وأما عن المسألة الأخرى المتعلقة بالتكاثر فى العدد لأن النبى مكاثر بنا فى الأمم فقد جاءت واضحة فى طرق أخرى للحديث، وظهر أن مناسبة الحديث هو النهى عن التبتل أو الرهبنة، فكان الأمر للتكاثر بغرض الزواج والتناسل لاستمرار عمارة الأرض وليس للتكاثر الذى يشبه الغثاء .
هذا وكل عاقل ولبيب يدرك مخاطر الفتاوى الشاذة المهددة لأمن واستقرار المجتمعات وهذا ما تضعه دار الإفتاء المصرية فى أولى اهتماماتها، حيث تعقد مؤتمرها العالمى الثالث عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم والتى يرأسها د. شوقى علام مفتى الديار المصرية فى منتصف أكتوبر المقبل، ويأتى المؤتمر هذا العام تحت عنوان : "دَوْر الفتوى فى استقرار المجتمعات " .
ويأتى المؤتمر كخطوة عملية للرد على الفتاوى الشاذة، حيث يتزامن إطلاق المؤتمر مع ظهور بعض الفتاوى الشاذة على السطح مؤخرًا، حيث يقوم المؤتمر بتشريح هذه الظاهرة وتقديم حلول عملية للحدِّ منها.
ومن جانبه، صرَّح الدكتور إبراهيم نجم – مستشار مفتى الجمهورية الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم - فى تصريحات إعلامية نشرتها الصحف والمواقع أن الأمانة العامة منذ تأسيسها فى العام 2015 تحرص على التصدى لفوضى الفتاوى بأسلوب علمى وعملى من خلال وضع خطط عملية لتطوير الأداء الإفتائى . ونسأل الله عز وجل أن يبارك فى هذا المؤتمر ليكون بداية جديدة لدحر الفتاوى الشاذة والمرفوضة والمهددة لأمن واستقرار المجتمعات.
حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها وعلماءها..