عاد إلى بيته بعد يوم شاق، دقائق وقد انتهى من طقوسه المعتادة والتى انتهت بتناوله الغذاء ثم استلقى قليلا وعقله يعمل كماكينة لا تهدأ أبدا، ربما نام قليلا أو غفا لكنه تذكّر سريعا أنه على موعد هام ضربه عصرا لصديق .
نظر فى شاشة محموله وعلى ضوئه اللامع وجد أن الساعة قد دنت والمباراة الهامة التى ينتظرها قد أوشكت أن تبدأ وهنا اتخذ عقله قرارا فوريا بتأجيل موعد الصديق وإيثار المباراة،
ربما تأسّف بينه وبين نفسه أو تأزّم من رخامة الموقف لكنه فى النهاية استوى على أريكته أمام "التلفاز"، وقلّب عينيه ويديه بين القنوات المختلفة حتى وصل للمباراة الهامة وانطلق مشجعا ثائرا على فريقه أحيانا ومؤيدا كثيرا.
قضم أظافره وأنشب مخالبه وأسنانه فى وسادة يتيمة تستقر بجواره. وأخيرا أحرز لاعبه المفضل هدفا اهتزت له مدرجات الجماهير وانفعل على إثره فأطاح بكوب شاى أُعدّ له قبيل المباراة، فانسكب وهوى على الأرض محدثا صوتا اهتز له فؤاده خشية عواقب سيئة جالت بباله .
أخرجه ولده الصغير من شروده قائلا: أبتاه ماذا تفعل؟ هذه مباراة قديمة مسجّلة .. مباراة اليوم لم تذاع على هذه القناة .!